غارة للتحالف الدولي تقضي على القيادي في داعش أبو سارة العراقي

قالت مصادر مطلعة على شؤون التنظيمات الجهادية في سوريا إن أبو سارة العراقي، علي سلمان جاسم الجبوري، والذي يُعرف أيضًا بعبد الرؤوف المهاجر، أمير الإدارة العامة للولايات والتي تُدير أفرع تنظيم داعش الخارجية، قُتل في غارة جوية نفذها التحالف الدولي لدحر داعش في ريف إدلب، قبل نحو أسبوع.

وقال “أنباء جاسم”، المقرب من التنظيمات الجهادية، إن علي جاسم سلمان الجبوري، والمكنى بـ”أبو سارة العراقي”، “كفوش” قتل في غارة جوية نفذها التحالف الدولي في 24 فبراير/ شباط الماضي في سوريا.

أبو سارة العراقي.. مقتل القيادي الأبرز بداعش في غارة للتحالف الدولي

ونقل “أنباء جاسم” عن مصدر منشق عن تنظيم داعش قوله إن هناك حالة استياء داخل التنظيم بعد مقتل أمير الإدارة العامة للولايات، والتي كانت تعرف بإدارة الولايات البعيدة، وذلك لأن إعلاميي داعش روجوا أن أبو القيادي المقتول يُدعى “أبو عبادة العراقي” وأنه كان قياديًا بتنظيم حراس الدين، فرع القاعدة في سوريا، على أمل أن يؤدي ذلك لإخفاء خبر مقتل “أبو سارة العراقي”، بالإضافة لمحاولة زرع الفتنة بين هيئة تحرير الشام والجهاديين المستقلين الذين يتواجدون في مناطق سيطرتها في شمال سوريا.

واعتبر المصدر المنشق عن داعش أن التنظيم اتبع نفس الإستراتيجية للتعتيم على مقتل أبو حمزة القرشي (المهاجر)، والذي قُتل في أواخر 2021 على الأرجح، لكن التكتيك الذي اتبعه إعلاميي داعش تسبب في حدوث أزمة داخل التنظيم ونشر الاستياء في صفوف عناصره، الذين شبهوا محاولة التستر على مقتل أبو سارة العراقي.

أبو سارة العراقي.. مقتل القيادي الأبرز بداعش في غارة للتحالف الدولي

صورة يرجح أنها لأبو سارة العراقي علي جاسم سلمان الجبوري

 

ووصف “أنباء جاسم”، مقتل أبو سارة العراقي بأنه يمثل ضربة قوية لتنظيم داعش قد تؤدي لإصابته بالشلل، وذلك نتيجة الدور المحوري الذي يلعبه أمير الإدارة العامة للولايات في تنظيم داعش.

واعتبر “أنباء جاسم” أن مقتل أبو سارة العراقي يأتي ضمن صراع طاحن بين قيادات داعش المشرفين على ولاية سوريا، ونظرائهم المشرفين على ولاية العراق، لافتًا إلى هناك استهداف للقيادات العراقية حصرًا بفعل تلك الوشايات في الفترة الأخيرة.

وتُبين صورة التقطت من موقع الغارة، وحصلت عليها “أخبار الآن”، أن الشخص الذي قُتل في 24 فبراير الماضي، يشبه إلى حد كبير أبو سارة العراقي، والذي لا توجد له صور معروفة سوى صورة واحدة برفقة 2 من قيادات التنظيم.

وقام أمنيو هيئة تحرير الشام بفرض طوق حول المكان الذي شهد الغارة التي شنها التحالف الدولي، قبل نحو أسبوع، على طريق “قاح- دير حسان”، وقامت بمصادرة الهواتف والكاميرات التي استخدمها الصحفيون والناشطون الإعلاميون في تصوير جثة القيادي المقتول، ومنعت نشر تلك الصور.

أبو سارة العراقي.. مقتل القيادي الأبرز بداعش في غارة للتحالف الدولي

وحتى الآن، لم يؤكد تنظيم داعش أو ينفي مقتل أبو سارة العراقي أو عبد الرؤوف المهاجر، علي جاسم سلمان الجبوري، بيد أن هذا هو الأسلوب المعتاد الذي يتعامل به داعش مع مقتل قادته، إذ يُخفي أنباء مقتلهم لفترات طويلة، قبل أن يعلن ذلك لأنصاره، ضمن إستراتيجية التنظيم لخداع خصومه.

وسبق أن أخفى التنظيم مقتل أبو حمزة القرشي (المهاجر)، المتحدث الرسمي باسم داعش، لمدة تقترب من 6 أشهر، إذ قتل “القرشي” على الأرجح في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، لكن التنظيم تجنب الإعلان عن مقتله منذ ذلك الحين، وحتى مارس/ آذار 2022، عندما أعلن أن في بيان نعي خليفة التنظيم الأسبق أبو إبراهيم القرشي، المعروف باسم حجي عبد الله قرداش، أن المتحدث السابق باسم التنظيم قُتل أيضًا، دون أن يذكر وقت مقتله تحديدًا.

وكذلك أخفى التنظيم مقتل خليفته السابق أبو الحسن الهاشمي، الذي قُتل في مدينة جاسم جنوب سوريا منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2022، لمدة شهر ونصف وأعلن عن مقتله في كلمة صوتية نشرتها مؤسسة الفرقان في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

ومن الجدير بالذكر أن مصادر عراقية سبق أن أعلنت، في يناير/ كانون الثاني 2021، مقتل علي جاسم سلمان محمد الجبوري الذي يعرف بـ”أبو سارة العراقي”/ عبد الرؤوف المهاجر، مع وزير الحرب بداعش علي سوادي، في إنزال جوي للتحالف الدولي على إدلب السورية، لكن تلك الأنباء لم يتم تأكيدها في وقتها.

ومن جهته، لم يصدر التحالف الدولي لدحر داعش (قوة المهام المشتركة- عملية العزم الصلب)، ولا القيادة المركزية الأمريكية ” CENTCOM”، حتى الآن، أي بيانات عن عملية استهداف القيادي العراقي بداعش، التي تمت في 24 فبراير الماضي، ولم تؤكد أو تنفي مصادر التحالف الدولي مقتل أبو سارة العراقي، حتى الآن، لكن يُحتمل أن تعلن في وقت لاحق عن تفاصيل العملية.