سفيان البقالي يتربع على العرش العالمي في يوجين

وضع حدًا لهيمنة كينية استمرت 15 عامًا على سباق 3 آلاف متر موانع في بطولة العالم لألعاب القوى، وأصبح أول عدّاء غير كيني يتوج بذهبية الألعاب الأولمبية الصيفية منذ عام 1980، وأهدى بلاده أول ذهبية أولمبية منذ عام 2004. إنه الأسد المغربي.. بطل العالم.. وصاحب الذهب الأولمبي.. سفيان البقالي.

خطف العدّاء المغربي سفيان البقالي الأنظار في بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة يوجين الأمريكية بتألقه اللافت وتفوقه على جميع المنافسين في سباق 3 آلاف متر موانع، ليحافظ على عرش السباق الذي تربع عليه في أولمبياد طوكيو صيف العام الماضي.

وعقب حسم السباق الملحمي وتتويجه باللقب العالمي لسباق 3 آلاف متر موانع.. لفّ علم بلاده حوله واستلقى على مضمار ملعب ”هايوارد فيلد“ في مدينة يوجين الأمريكية في استراحة محارب، واستحق تحية كبرى عندما قام بلفّة شرفية أمام الجماهير التي صفّقت له بحرارة.

وكانت المشاركة العالمية الثالثة ”ثابتة“ بالنسبة للبقالي.. ورصَّع عنقه بالذهب محققًا حلم الطفولة، بعدما اكتفى بالفضية عام 2017 في لندن، والبرونزية في نسخة عام 2019 بالدوحة.

وأعاد النجم ابن السادسة والعشرين بلاده إلى قمة منصة التتويج العالمية للمرة الأولى منذ ذهبية جواد غريب في ماراثون نسخة 2005 في هلسنكي، ورفع رصيد المغرب من المعدن النفيس إلى 11 ميدالية في تاريخ مشاركاتها بمونديال ألعاب القوى.

سفيان البقالي.. أسد مغربي قهر المستحيل وأنهى سيطرة كينيا على الذهب العالمي

البقالي على منصة التتويج في يوجين. مصدر الصورة: رويترز

من هو النجم المغربي سفيان البقالي؟

سفيان المولود في السابع من يناير من عام 1996، مر بعقبات عديدة في بداية مسيرته، كان أبرزها الصعوبات المادية وانعدام الامكانات.. ولكنه اتخذ من قفز الحواجز أسلوب حياة، ليتخطى أزماته واحدة تلو الأخرى.

وأظهر النجم المغربي موهبته في سن صغيرة، وكان محط الأنظار خلال الأنشطة الرياضية المدرسية، قبل أن يذهل الجميع في سباق محلي للتلاميذ في عام 2010، ليتنبأ له المتابعون بمستقبل واعد.

وفي عام 2013، انضم سفيان إلى أكاديمية محمد السادس لألعاب القوى المتخصصة في صناعة الأبطال، ونجح في تطوير أرقامه بعد أن وجد الاهتمام الفني والمعنوي في الأكاديمية حتى أصبح جاهزًا للمشاركة في المسابقات العالمية الرسمية.

وكانت رحلة البقالي نحو اعتلاء عرش ألعاب القوى العالمي شاقة للغاية، وخاض محاولات عديدة قبل تحقيق حلم طفولته.

سفيان البقالي.. أسد مغربي قهر المستحيل وأنهى سيطرة كينيا على الذهب العالمي

البقالي أعاد المغرب لمنصات التتويج. مصدر الصورة: رويترز

بداية سفيان البقالي كانت في يوجين

البداية كانت من مدينة يوجين تحديدًا.. حيث ذهب سفيان إلى المدينة الأمريكية عندما كان عمره 14 عامًا من أجل المشاركة في بطولة العالم للشباب. وكانت هذه نقطة الانطلاق، وأول مشاركة له خارج المغرب، وقتها أخفق في تحقيق اللقب العالمي بعدما حلّ في المركز الرابع.

 واليوم.. عاد إلى يوجين في سن السادسة والعشرين.. ليتوج باللقب العالمي ويحقق حلم طفولته.

سفيان البقالي.. أسد مغربي قهر المستحيل وأنهى سيطرة كينيا على الذهب العالمي

البقالي يحمل علم بلاده المغرب بعد التتويج بذهبية بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة يوجين الأمريكية. مصدر الصورة: رويترز

محاولات متتالية من الأسد المغربي من أجل الذهب

ولكن قبل هذه العودة الملحمية للمدينة الأمريكية.. توالت محاولات سفيان من أجل التتويج بالذهبية، حيث حلّ رابعًا في أولمبياد ريو 2016، وأحرز فضية مونديال لندن 2017، وبرونزية مونديال الدوحة 2019.

ولكن الأسد المغربي لم يستسلم للسيطرة الكينية على السباق، وواصل العمل والتدريب من أجل حصد الذهب.

وبالفعل كان له ما أراد.. ونجح في اقتناص ذهبية سباق 3 آلاف متر موانع في أولمبياد طوكيو، لينهي هيمنة كينيا على هذا السباق، والتي استمرت 9 دورات متتالية.

البقالي يرد على المشككين بعد التتويج بالذهب العالمي

وقبل خوض منافسات مونديال يوجين، تعرّض النجم المغربي لحملة تشكيك في قدرته على حصد الذهب، والتفوق مجددًا على العدّائين الكينيين، ولكنه نجح في الرد على الجميع من أعلى منصة التتويج.

وعقب اقتناص الذهبية العالمية.. كشف البقالي أنه كان في تحدٍ كبير مع نفسه ومع المشككين قبل انطلاق مونديال يوجين، مشيرًا إلى أنه بعد تتويجه بطلًا أولمبيًا، تحدث العديد من الناس عن أن مسيرته ستنتهي بهذا اللقب، وشككوا في قدراته، بينما عاد الأسد المغربي ليرد على الجميع مجددًا وبأفضل طريقة ممكنة في بطولة العالم.