السودان.. مواطن يروي لـ”اخبار الآن” لحظات الرعب الأولى التي عاشها الشعب السوداني مع اندلاع الاشتباكات

أجرت أخبار الآن لقاء خاص مع خالد سعد، مواطن سوداني من الخرطوم ليحكي لنا تفاصيل الساعات الأولى من اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

 

السؤال الأول: خالد كيف حالك؟ هل أنت موجود بمكان آمن؟

الجواب: الحمد لله وجدنا مكان آمن في منطقة “الأمس” لكن الأوضاع في الخارج غير معروفة، لا نعلم ماذا يحدث، لأننا متواجدين في البيوت وبعيدين عن الأبواب والمنافذ وجميع الأخبار التي نحصل عليها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أو عن طريق التليفزيون،

 

السؤال الثاني: الناس المحتمين في البيوت هل يعيشون حالة من الحذر؟

الجواب: “بدأت الأخبار من صباح أمس على الساعة 8 ونص تقريبا، معلومات تقول أن هناك ضربة على جهة جنوب الخرطوم، وأنا متواجد في شمال الخرطوم.”

وأضاف: “بعد نصف ساعة تقريباً بدأت حالة من الهلع وبدأ الناس يبحثون عن محلات السوبر ماركت ومحطات الوقود والجميع هيأ نفسه للجلوس في المنزل”.

“بعدها بفترة وجيزة بدأنا نسمع أصوات الاشتباكات والضرب”، ثم أكدت الأخبار أن الضربات بدأت منذ التاسعة صباح السبت تقريبا في “بحري” في الخرطوم و أم درمان .

بعد مرور 24 ساعة، لزم جميع الناس بيوتهم، اصبحت الشوارع خالية، ولا توجد مواصلات، حتى المحلات أغلقت أبوابها، فقد أصبح الجميع خائفين من انفلات أمني.”

السؤال الثالث: ما هو وضع الكهرباء والاتصالات؟ هل يوجد انترنت؟

على غير العادة الإنترنت جيد، لقد اعتدنا في آخر 4 سنوات في مثل هذا الوقت من العام وتحديداً في رمضان يكون الإنترنت ضعيف جدا، ولكن على غير المألوف لم تقطع الانترنت هذه المرة.

وبالنسبة للكهرياء للأسف انقطعت يوم أمس في الحي الذي أقطنه تقريبا سبع ساعات أو 5 ساعات وهذه يمكن أن يكون بسبب البرمجة اليومية، إذ أن الكهرباء في الصيف تنقطع باستمرار.

 

 

السؤال الرابع: أنت كتبت على تويتر “الدنيا مش معروفة العفو لله وللرسول” لماذا كتبت ذلك وماذا شعرت في تلك اللحظة؟

في هذه اللحظة كانت وتيرة الاشتباكات تشتد وأنا أعيش بعيدا عن أسرتي وكنت أحتاج إلى النوم ولكن لم أستطع خوفاً مما سيحصل.

 

السؤال الخامس: لماذا أنت بعيد عن الأسرة؟

ذهبت أسرتي في إجازة، ليسوا بعيدين كثيرا عني، يبعدون حوالي سبع أو ثماني كيلومترات، لكن الأوضاع الأمنية لا تسمح أن أذهب إليهم أو أعيدهم.

هم أقرب لمناطق الاشتباكات وأعلم بما يحصل، وأستطيع الاتصال بهم والاطمئنان عليهم فالاتصالات جيدة الآن.

 

 

السؤال السادس: لو قارنت بالذي حصل أمس بما يحدث اليوم، أيهما الأخطر؟

ردّ خالد: “بالنسبة للأمس كانت الصدمة أكبر لكن اليوم استيقظنا وكانت أمور عديدة قد حصلت بالفعل لكن بالأمس لم نكن نعلم بشيء وكان يوم عطلة لحسن الحظ، لأن أغلب الناس كانت خارج بيوتها، لكن طبعا هناك أشخاص لايزالون إلى حد الآن عالقين، الناس موجودة في وسط الخرطوم وغير قادرين على العودة لأهلهم، كذلك الأطفال أيضا عالقين في المدارس والمستشفيات، إن الوضع مخيف”.

وأضاف : “يعني بالنسبة لليوم الاشتباكات التي رأيتها على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو أكبر من يوم أمس، لكن لحد اللحظة، أسمع ضربات متباعدة وربنا يستر على الناس”.

“نحن عالقين في بيوتنا لا نعلم ما يحدث خارجها، ولا ندري خطورة الأوضاع وكل الأخبار تأتينا من السوشال ميديا أو عن طريق الاتصال بأصدقائنا”.

 

 

السؤال السابع: ما هي الأصوات التي تسمعها من الخارج؟

يوم أمس في البداية كان هناك دوي خفيف لصوت الرصاص، ومن ثم تطوّر واشتد الصوت تطور عند الساعة الرابعة عصرا، إذ سمعت ضربات ثقيلة”.

أما اليوم صباحا فوصلني صوت عدة ضربات قوية وكذلك صوت الطائرات الحربية لكن لانعرف ما نوعها أو لمن تتبع.

السؤال الثامن: هل يقوم الطيران بالضرب أم فقط يقوم بالاستطلاع؟

في المنطقة التي أسكن فيها لا نسمع صوت ضرب الطيران إنما نسمع حركتهم وحالياً لاتوجد أي تحركات.

 

 

السؤال التاسع: كيف وضع المستشفيات وهل ليدك معلومة عن عدد المصابين؟

حالياً ليس لدي فكرة لأنني لم أخرج من منزلي من أمس، لكن عن طريق الأصدقاء أعرف أن الناس تطلب دواء ” أنسولين” وتطلب أدوية منقذة للحياة والبعض منهم لايستطيع الوصول للمستشفيات.

وأضاف خالد: “أمس كان عندي صديقي عندو جدة مصابة بسبب رصاص طائش فكان في المستشفى وبعد أكثر من خمس ساعات حتى وصل إليهم طبيب جراح، الوضع أصلا في السودان ليس جيد بشكل عام لكن مع الأوضاع الحالية بسبب النزاعات والاشتباكات، تفاقم الوضع وأصبح أسوء وأتمنى أن يشفى جميع الجرحى”.

 

 

السؤال العاشر: هل ما تمر به السودان اليوم أسوء مما مرت به سابقا؟

خال: “لايوجد أحد يستطيع أن يعتاد على الحرب والأوضاع الخطرة، لكن في آخر أربع سنين مثلما قلت لك نحن في نهاية كل رمضان بتحصل عندنا مصيبة، سواء كان فض الاعتصام في 2019
سواء كانت الضربات التي حصلت في نهاية رمضان 2021، لكن الآن الموضوع أكبر قليلاً وباقي الولايات يعيشون بشكل طبيعي نوعاً ما.

طبعا يعيشون هذه الأوضاع  ولكن أن يصل الموضوع إلى الخرطوم فهذا مخيف جداً.
تعيش الناس حالة قلق وخاصة الذين يسكنون خارج الخرطوم فهم لايعلمون ماذا يحدث لنا هنا في العاصمة وخاصة المغتربين منهم، فكلهم يستعملون هواتفهم للاطمئنان على أقربائهم في الخرطوم.

 

السؤال الحادي عشر: أنت تقول هذه المرة مخيفة أكثر من سابقاتها.. مالذي يميز هذه المرة؟

الاشتبكات قريبة والضربات عشوائية، أما سابقا فكان الأحداث تصير في منطقة محددة وزمن محدد لكن حاليا لا تعلم من أين تأتي هذه الضربات يعني أحيانا نسمع أن هناك ضرب في الرياض أو منطقة بحري لأن الموضوع عشوائي ولا نستطيع فهم ما يحصل.

السؤال الثاني عشر:  هل وصلتك أخبار من المطار الناس عالقين داخله بالاضافة لاستهداف الطائرة السعودية هل تم إغلاق المطار؟ 

كل الأخبار نستقيها من مواقع التواصل الاجتماعي حاليا، ويقولون أنه تم إخلاء المدنيين الموجودين في المطار أمس، لكن طبعا لا أستطيع التأكيد لأنها من السوشال ميديا.

 

 

السؤال الثالث عشر: ما هي ردة فعل الناس؟ ماذا عن أصدقائك وعائلتك؟

كل المواطنين مصدومين ومن الطبيعي أن نكون في هذه الحالة غير قادرين على فهم مايحصل حتى اللحظة، لا أحد يستطيع إدراك واستيعاب الاحداث لكن نقوم بتهدئة بعضنا، فكل الناس الآن في منازلها محبوسة ونحاول أن نبعد عن الجدران والنوافذ والأبواب وكل فترة نتواصل مع بعضنا للاطمئنان.

السؤال الرابع عشر: ألديك فكرة عن احتمالية تطور الاشتباكات؟ 

بعد أن رأينا ما حصل أمس واليوم نتمنى أن ينتهي هذا الصراع بسرعة.