مقتل زعيم داعش يكشف ضعف التنظيم وحالة الضياع التي يعيشها

في هذا الوقت لا يزال الجدل يدور حول مقتل زعيم داعش السابق أبو الحسن القرشي بعد أقل من سنة واحدة على قتل أبو إبراهيم القرشي في بلدة أطمة شمالي سوريا في الثالث من فبراير من العام الجاري بعد أن فجّر نفسه قرب منزله في عملية نفذتها قوات امريكية خاصة.

  • هي العملية الأولى التي يطيح فيها الجيش الحر بزعيم التنظيم رغم التعقيدات العسكرية واللوجستية على الأرض.
  • إلا أن هذه العملية ليست الأولى للجيش الحر في التصدي لإرهاب تنظيم داعش.
  • لم تتوقف اشتباكات الفصائل المحلية وتنظيم داعش في المحافظة وإن غابت عن الإعلام لفترة طويلة.

معركة الجيش الحر و الفصائل المحلية في درعا ضدّ داعش لم تبدأ باغتيال زعيمه و لم تنته بعد

درعا لطالما تصدرت صورة النضال ضد داعش وهذا ما عكسه مسلسل أمل الذي عرضه تلفزيون الآن في العام 2016 والعام 2018 في موسم ثان.

وثقت مشاهد تضمنها المسلسل ممارسات التنظيم الإرهابي بحق الأهالي ورفضهم لمنطق الظلم والقهر والتعسف والظلامية التي كان يحملها التنظيم.

لمتابعة تفاصيل المسلسلة الرجاء الضغط على الرابط التالي:

 

ما هي مدلولات هذه العملية؟

بلا شك أن هذه العملية كشفت حالة الضياع التي يعيشها تنظيم داعش واستحالة قدرته على حماية زعمائه وتوفير الحراسة الكافية لهم مما جعل الوصول إليه والإطاحة به أمرا سهلا بالنسبة للفصائل المحلية.

كما أن العملية لها مدلولات كبيرة على تراجع قدرة التنظيم المكانية ولا سيما أن التنظيم لم يعلن عن قتل زعيمه إلا بعد شهر ريثما قرر تعيين خلفا له تلافيا لمزيد من الضياع والتقهقهر بعيون المناصرين والمؤيدين.

هذه العملية توقف عند مدلولاتها الكثيرون خصوصا الدور الذي لعبه الجيش السوري الحر الذي وصفّه البيان الأمريكي الرسمي بالجيش السوري الحر للمرة الأولى منذ العام 2018 بعد سيطرة النظام على الجنوب السوري لكنها أعادت إلى الواجهة القتال البطولي للجيش الحر ومراحل النضال البطولي للجيش الحر جنبا إلى جنب مع أهالي درعا ضد ممارسات التنظيم الإرهابي والرفض المطلق للترهيب والإرهاب والممارسات المظلمة التي كان يحاول داعش إرساءها في مناطق الجنوب.

قتال الفصائل لداعش لم يتوقف

تقول مصادر صحافية من داخل درعا أن ما شهدته المحافظة ونجاح فصائل الجيش الحر بالقضاء على زعيم داعش ليس بالمفاجئة كما حاول البعض تصويرها، فالجيش الحر انقسموا إلى فصائل البعض منها اختار التسوية مع النظام والبعض الآخر لم يتناسى ترهيب داعش له حين كن يحكم قبضته على مفاصل الحياة في المحافظة وبقي محافظا على وتيرة رفضه للإرهاب والدليل على ذلك تشييع قبل أسابيع من العملية أحد قياديي الجيش الحر الذي استهدفه داعش.

معركة الجيش الحر و الفصائل المحلية في درعا ضدّ داعش لم تبدأ باغتيال زعيمه و لم تنته بعد

كيف تمت العملية؟

الفصائل تعقبت القرشي واثنين من قياديي التنظيم إلى أن تحصنوا داخل أحد المنازل في جاسم، الأمر الذي استدعى تفخيخ المنزل ونسفه بشكل كامل في 17 تشرين الأول/أكتوبر، خشية أن يقوموا بتفجير أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها إذا ما اقتحمت الفصائل المنزل، ما أدّى إلى مقتل القرشي، وتمزق جثته وجثتي القياديين الآخرين إلى أشلاء جرّاء التفجير.

ولفتت المعلومات إلى أن زوجة القرشي التي تدعى ميسون الصلخدي من مدينة جاسم، لا تزال متواجدة تحت تصرف وجهاء المدينة الذين رفضوا تسليمها للنظام السوري مع باقي زوجات القياديين والعناصر الذين قتلوا خلال العملية.

وكانت الفصائل المحلية التي بدأت حملة ضد خلايا داعش في جاسم في 14 تشرين الأول قد أعلنت في مقطع مصور مقتل أبو عبد الرحمن العراقي بعد ثلاثة أيام على الحملة، وانتهاء العملية العسكرية التي قامت بها ضد التنظيم وإنهاء حظر التجوال الذي كان مفروضاً حينها. إلا أن الفصائل عادت وفجرت ثلاثة منازل كان يملكها العراقي على أطراف المدينة.

وفي المعلومات أيضا أن عائلة أبوالحسن تنحدر من بلدة راوة في محافظة الأنبار، وكانت منغمسة بعمق فيما يسمى بشبكة الراوي التابعة لداعش، وهي أهم مصدر تمويل لها على نطاق عالمي. ويرجح أن شقيقه كريم محتجز لدى هيئة تحرير الشام في إدلب شمال غرب سوريا.