الغزو الروسي لأوكرانيا.. معاناة المدنيين لا تنتهي

تعيش أوكرانيا على وقع الحرب مع اقترابنا من اكتمال عام على بداية الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وفي معظم المدن الأوكرانية، يستيقظ المدنيون على صوت القصف والانفجارات، وتعرّضت أهداف مدنية في مدينة كوبيانسيك لضربات روسية جديدة يوم الأربعاء الموافق 26 يناير.

وسُمعت إنذارات الخطر في كامل أقاليم أوكرانيا مع ورود معلومات عن إقلاع طائراتميج 31″ والتي تحمل صواريخ كنجال من أراضي بيلاروسيا.

ويشكل هذا النوع من الصواريخ خطورة كبيرة أمام عدم قدرة أنظمة الدفاع الجوي الأوكراني على التصدي لمثل هذه النوعية.

وفي في رحلتنا لتغطية الحرب بأوكرانيا، رصدنا العديد من الجرائم الصادرة من الروس ضد الأوكران، ومن بينها قتل الروس بدم برد ولمجرد التسلية، أكثر من 30 أوكراني بينهم سيدة حامل وأطفال أمام أعين أمهاتهم أثناء محاولتهم الفرار إلى بولندا.

أما في مدينة باخموت، فقد أحكمت مجموعات من مرتزقة فاغنر الروس على أجزاء منها.

وارتكب المرتزقة الفاغر جرائم حرب بشعة، كما أنهم يتركون المصابين من الجنود الروس الصغار قليلي الخبرة خلفهم، ثم يعودون في ظلام المساء لإعادة الحي منهم.

وعندما كنت في طريقي من كييف إلى باخموت، اضطررت للعودة وعدم اكمال الرحلة بعدما قُتِلَ أحد مصادري بالكتيبة اللي كنت في طريقي إليها، لنعود إلى كييف في انتظار وصول جثته من أجل صلاة الجنازة عليه في مسجد خاص بمسلمي العاصمة.

وتزايدت أعداد النازحين الفقراء من المناطق المدمرة في شوارع كييف، فعندما تسير في شوارع المدينة ترصد مشاهد مثل سيدة قروية تبيع الكمثرى في أحد أنفاق المدينة، وشاب يعزف مقابل ما يجود عليه به عابرو طريق النفق، بينما ينتشر المتسولون في شوارع المدينة بعد سوء الحالة الاقتصادية جراء الحرب.

مشاهد من فظائع الغزو الروسي لأوكرانيا.. جرائم حرب في الشتاء القارس

وكانت المعاناة الأكبر من نصيب أهالي القرى في المناطق المجاورة لجبهات القتال، حيث بلغت درجة الحرارة 7 تحت الصفر.

وتسببت درجات الحرارة المنخفضة في أن الأطفال والعجائز يموتون بردًا، بعد أن قصفت روسيا مؤخرًا البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا ما تسبب بتعطل أجزاء كبيرة منها، وبالتالي تعطل أنظمة التدفئة ليعاني السكان في مواجهة البرودة دون كهرباء أو غاز أو ماء.

جرائم حرب عدة ارتكبها الروس في أوكرانيا، مابين اغتصاب وقتل للمدنيين وتعذيب أسرى، وأصبح القتل هو الغاية وليس احتلال الأرض فقط، فقد أثبت الروس أنهم يريدون أرض أوكرانيا خالية من أهلها.