تأثير التظاهرات على مشروع إيران الإقليمي
في عشرين دقيقة
تأثير التظاهرات على مشروع إيران الإقليمي
/

تأثير التظاهرات على مشروع إيران الإقليمي

شاهو القره داغي

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة يشهد الشارع الإيراني تظاهرات شعبية منذ أسبوعين بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني التي تحولت إلى أيقونة ورمز للثورة والتحرر من قيود النظام الإيراني، وعلى الرغم من المطالب ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

يشهد الشارع الإيراني تظاهرات شعبية منذ أسبوعين بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني التي تحولت إلى أيقونة ورمز للثورة والتحرر من قيود النظام الإيراني، وعلى الرغم من المطالب الحقوقية إلا ان المتظاهرين بدأوا برفع شعارات سياسية تطالب بإسقاط ولاية الفقيه وإنهاء التدخلات الخارجية من قبل الحرس الثوري والتي تكون على حساب استنزاف الاقتصاد الإيراني، مايضع النظام في حالة حرجة مع التطورات الاقليمية في العراق وسوريا وإمكانية تراجع وتحجيم النفوذ الإيراني الخارجي وتركيز النظام على الداخل خلال الفترة القادمة.

إعداد و تقديم: شاهو القره داغي يستضيف في الحلقة

الخبير في العلاقات الدولية الدكتور عمر عبدالستار

نص الحلقة :

"في عشرين دقيقة" بودكاست راديو الان

المذيع : " تاثير التظاهرات على مشروع ايران الاقليمي بدات موجات جديدة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية في المدن الايرانية نتيجة لإرتكاب الاجهزة الامنية والحكومية الكثير من الانتهاكات الحقوقية بحق المواطنين والتضييق على الحريات الرئيسية وممارسة العنف بصورة مفرطة ما دفع الآلاف من الشباب الى الخروج والتظاهر للمطالبة بالغاء القيود على الحريات ثم الدعوة لاسقاط النظام وانهاء منظومة ولاية الفقيه والتدخلات الخارجية والتي تكون دائما على حساب استنزاف الاقتصاد الايراني بينما داخليا فشل النظام في توفير الحاجيات الاساسية للمواطنين وتلبية المتطلبات الرئيسية بسبب السياسات التوسعية وبناء النفوذ الخارجي

مرحبا بكم في حلقة جديدة من بودكاست " في عشرين دقيقة " نتحدث فيها عن التظاهرات الايرانية وتاثيرها على المشروع الايراني والنفوذ الخارجي الاقليمي وقدرتها على اضعاف وتفكيك شرعية النظام الذي يستند اليه

اندلعت الاحتجاجات الشعبية في إيران منذ اسبوعين بسبب مقتل الفتاة الكردية " مهسا أميني " البالغة من العمر 22 سنة والتي كانت في زيارة عائلية الى العاصمة الايرانية طهران حيث تم اعتقالها في يوم 13 من سبتمبر ايلول من قبل دورية شرطة الاخلاق قرب احد محطات المترو وكانت برفقة اخيها بحجة عدم التزامها بقواعد الثياب المفروضة على النساء واتهم شهود عيان عناصر الدورية بضرب الشابة داخل سيارة الشرطة حيث نقلت بشكل سريع الي مشفى قريب من طهران وهي شبه ميتة وتوفت هناك بسبب ضربها وتعنيفها وعشية الحادثة اشتعل الشارع الايراني بصورة كامله وخاصة المحافظات والمدن الكردية حيث طالب المتظاهرون اولا بمحاسبة المسؤولين عن قتل الفتاة " مهسا أميني " واعطاء ضمانات بعدم تكرار هذه التصرفات والانتهاكات بحق الشباب والنساء بحجة الامر بالمعروف وتدقيق قواعد الدين الا ان عدم استجابة الحكومة الايرانية وانكارها تحمل مسؤولية هذه الجريمة او محاسبة الاجهزة الامنية ادى الى تصاعد غضب الشارع الايراني بصورة اكبر حيث توسعت الاحتجاجات وارتفعت سقف المطالب من مطالب حقوقية بحتة الى مطالب سياسية تطالب بتغيير النظام واسقاط منطومة ولاية الفقيه ومحاسبة المرشد " خامنئي " على العديد من الجرائم التي حصلت ووقعت سابقا ومنذ بداية الاحتجاجات حاولت السلطات الايرانية قمع التظاهرات بالقوة واستخدام العنف عن طريق الرصاص الحي والضرب واعتقال المئات مما ادى هذه السياسات لمقتل اكثر من 76 شخصا واصابة المئات بحسب التقارير الحقوقية مع امكانية تصاعد هذه الارقام نتيجة لاغلاق وحجب الانترنت وعدم قدرة المنظمات الحقوقية على تحديد عدد الضحايا بصورة دقيقة اضافة الى الاصرار على التعامل الامني مع حراك الايرانيين بغض النظر عن الخسائر التي ستقع في صفوف المدنيين

شهدت ايران مجموعة من الاحتجاجات البارزة منذ تأسيس نظام ولاية الفقيه عام 1979 من ضمنها الاحتجاجات الطلابية التي حصلت عام 1999 عندما شهدت ايران موجة كبيرة من الاحتجاجات الطلابية التي انطلقت من جامعة طهران بسبب اغلاق السلطات الايرانية صحيفة " سلام " الاصلاحية نتيجة لسياسات الدولة في التضييق على الحريات الصحافية ومحاولة تقييد الحريات في الجامعات ونتيجة لممارسة القمع من قبل الحرس الثوري الايراني والباسيج وحزب الله وسقوط ضحايا من الطلاب تصاعد غضب الطلاب وباتو يرفعون سقف المطالب ليشمل اصلاحات في بنية النظام وعلى الرغم من نجاح السلطات الايرانية في اخماد التظاهرات بالقبضة الامنية والعنف واعتقال اكثر من 1500 طالب بسبب العديد من العوامل منها غياب قيادة واضحة للاحتجاجات الا ان هذه الاحتجاجات تعتبر من الاهم في تاريخ الحركة الطلابية الايرانية ونبهت النظام الايراني الى ان خطواته للسيطرة على الجامعات باءت بالفشل وبعد مرور عشرة اعوام على هذه الاحتجاجات حصلت مظاهرات الحركة الخضراء عام 2009 بعد خسارة مرشح قوى المعارضة " مير حسين موسوي " في الانتخابات الرئاسية الايرانية عام 2009 وفوز " محمود أحمدي نجاد " حيث حشدت المعارضة الايرانية  في شوارع العاصمة طهران قرابة خمسة ملايين متظاهر رفعوا شعارات خضراء واتهموا السلطات بتزوير الانتخابات وبدأوا بهتافات " أين صوتي "  و" من سرق صوتي ايها الديكتاتور" حيث ردت السلطات الايرانية بنفي تهمة التزوير والبدء بحملة واسعة من الاعتقالات والملاحقات الامنية التي بدأت بالقيادات السياسية والناشطين والصحفيين مع اطلاق يد القوات الامنية لقمع واخماد الاحتجاجات والذي ادى لمقتل حوالي سبعين متظاهرا واعتقال المئات منهم بعدما نجح المتظاهرون في ادامة  زخم التظاهرات على مدى شهور والتشكيك لأول مرة في شرعية النظام بعد اطلاق شعارات ضد المرشد الايراني " خامنئي " والمطالبة بايقاف التدخلات الخارجية ووضع حد لسلطات الولي الفقيه

وعلى الرغم من نجاح السلطات الايرانية مرة اخرى في اخماد الاحتجاجات عن طريق تغييب واعتقال قادة الحركة الخضراء واتهامهم بالمشاركة في مؤامرة اسرائيلية وامريكية على الجمهورية الاسلامية ومعاقبة المتعاطفين مع هذه الحركة بصورة قاسية وفورية الا ان الاحتجاجات كانت مستمرة حيث خرج المواطنون بعد ذلك باعوام في عام 2017 في مظاهرات حاشدة في عدة مناطق ايرانية للاعتراض على الاوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة وفساد الحكومة والبطالة وتراجع الوضع المعيشي للمواطنين وسرعان ما تحولت الشعارات من مطالب اقتصادية الى شعارات مناهضة للنظام وتطالب باسقاط المرشد " خامنئي " وغطت الاحتجاجات اكثر من مئة مدينة وقرية ايرانية وكانت الشعارات متشددة اكثر من شعارات الحركة الخضراء ومع توسع نطاق الاحتاجات سارع النظام الايراني الى اللجوء الى العنف وتوكيل الحرس الثوري بهمة اخماد التظاهرات وتنظيم تظاهرا مؤيدا للنظام لتصوير دعم الشارع  لخطوات الدولة في التعامل مع المتظاهرين وعلى الرغم من نجاح الحكومة الايرانية في قمع المتظاهرين مرة اخرى الا ان الكثير من الخبراء اعتبروا هذا الحراك خطوة مهمة في عملية ضرب وتفكيك شرعية النظام الايراني حيث قالت " شيرين عبادي " الفائزة بجائزة نوبل للسلام ان الاحتجاجات هوالفصل الاخير من الجمهورية الاسلامية وان سقوط النظام قد بدأ حتى لو تطلب الامر لسنوات

وفي عام 2020 ايضا خرج الآلاف من المتظاهرين الايرانيين للتنديد بحادثة سقوط الطائرة الاوكرانية المدنية التي تم قصفها من قبل السلطات الايرانية حيث يحمل المتظاهرون السلطات الايرانية المسؤولية المباشرة عن هذه الحادثة المؤلمة التي تسبب بوقوع عشرات الضحايا وكانت له تداعيات سلبية على المستوى العالمي

واليوم ايضا تحولت الفتاة الكردية الايرانية " مهسا آميني " التي قتلت على يد شرطة الاخلاق الايرانية الى رمز للنضال والثورة حيث خرج الآلاف من الايرانين وهم يحملون صور " مهسا أميني " اضافة الى حرك وتمزيق صور " الخميني " و " خامنئي "  وزعيم فيلق القدس السابق " قاسم سليماني " مع ترديد العديد من الشعارات ك " الموت للديكتاتور " و " الموت لخامنئي " المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية

ويبدو ان ما يميز التظاهرات الحالية عن التظاهرات السابقة انها تتزامن مع تدهور صحة المرشد الايراني " خامنئي " والذي يعاني من الامراض وغيابه عن المشهد قد يدخل البلاد في مأزق جديد بسبب عدم وضوح البديل وهل سيكون اختيار البديل وراثيا او من خلال اختيار شخصيات اخرى لديها نفوذ داخل منظومة الحكم وتحصل على الدعم من الحرس الثوري الايراني

وللمزيد حول هذا الموضوع نتحدث مع خبير العلاقات الدولية الدكتور " عمر عبد الستار " ونساله ما الذي يميز التظاهرات الحالية عن باقي التظاهرات التي حصلت في عام 1999 و عام 2009 و 2017 و 2020 في ظل التفاعلات الدولية الحالية والتطورات التي يشهدها الاقليم"

عمر عبد الستار : " يعني أنا أعتقد ما يميز هذه الإنتفاضة أنها إنتشرت في مدن كوردستان وأمتدت في المدن الإيرانيه الأخرى

بمن فيها طهران وأصفهان ومشهد ورشد ومدن أخرى هذا ربما شئ لافت في هذه الإنتفاضه ولذلك مثلا نجد أن هذه الحرب تضرب قرى في إقليم كوردستان العراق مثلا أو أن بعض المدن قد سقطت مثل أشنويا ومدن أخري في هذا المجال ، أيضا من الأشياء اللي تميز هذه الإنتفاضه أن تشعر أن هناك قيادة الصراحه ما كنت تشعر أن هناك قيادة سباقاً لكن هناك حاليا قيادة حتى أنه "قاليباف" رئيس مجلس الشورى يقول " الأعداء اتحدو ضد النظام معناه أن هناك قيادة طبعا مهاجمه خلف الإنتفاضة هذا بالتأكيد يعني في هذا الموضوع فأنا أعتقد إذا توفرت قيادة هذا أيضا يميز هذه الإنتفاضة ، أيضاً ما يميز هذه الإنتفاضة أنها إنتفاضة أنثوية عفواً إنتفاضة مرآه هذه المرآه تقود الإنتفاضة وتسهدف ركن أساسي من أركان الإنتفاضة وهو ما يسمي بالحجاب "الخامئني " يقول أنه يعني أركان النظام من دون حجاب سينهار النظام ولذلك النظام قد يستقتل هنا قد يستقتل هنا وقد يدتكب مجازر أيضاً ما يميز هذه الإنتفاضة أنها إنتفاضة شاركت فيها كل طبقات المجتمع وأن النظام ضعفت قدرته على هذه المدن ، وأيضاً ما يميز هذه الإنتفاضه أنه بدأ الحديث عن إضرابات هو بدأ بإضرابات ثم الأن يتكلمون عن إضرابات في موضوع الدوام الجامعي ودوام المدارس ۔۔۔۔۔۔ إلخ

والإنتفاضة بدأت تتحدث عن إسقاط النظام وبالتالي هناك قيادة وفي ظل ظرف صعب على إيران والنووي متعثر ف سباق هل إيران ستوصل للنووي أسرع أم سيذهب المنتفضون إلى إضعاف أسرع من إيران هذا يبقي سؤال"۔

المذيع :" وإنطلاقا من ذلك كيف سيؤدي التظاهرات الحالية إلى تأكل شرعية النظام الإيراني بعض رفض المتظاهرين لأدوات السلطه مثل الحجاب الإجباري وغيره من عناصر تنكر هوية النظام "

عمر عبد الستار :" أنا أعتقد فيما يخص النظام بصراحة يعني أولاً كان "الخميني " يقول لا شرقية ولا غربية النظام ذهب الى الشرق وهذا مع كانه فقد الاستقلال الوطني هذا طبعا السبب الرئيسي الذي يسقط الانظمة الايرانية من القذاريين حتي الخمينيين مرورا بالبهلاويين ،ثانيا حقيقة من الاشياء التي تؤدي الى تآكل شرعية النظام وانه في هذه اللحظة من الانتفاضة يختلف عن 2009 مثلا يعني الايرانيين كلهم كل 15 سنة او 20 يصير انتفاضة قد تنجح وقد تفشل شايفين مثلا اتبعوا مال 1906  جاك شاه بال خمسة وعشرين ثم ازيح بالواحد واربعين ثم ازيح مصدق بالزاده الخمسين ثم الثورة البيضاء وازاحت الشاب تسعة وسبعين فهنالك كل 15 او 20 سنة انتفاضة والآن هاي الانتفاضة فيها شيئين رئيسيين تراكم السخط الشعبي ضد النظام  واثنين ان هناك ارغام امريكي بالمخابرات والخارجية والخزانة ضد النظام وهذا معناه ان احتمال لانه في موضوع النووي وغير النووي احتمال البنتاجون يدخل  احتمال البنتاجون الذي يستخدم بالارغام يدخل في الساعة المحددة فيؤدي الى تغيير في داخل النظام والايرانيين يتوقعون ذلك بالمناسبة ثم يجب ان ذكر شئ ربما فاتني سابقا الا انه التركيز على الحجاب الإجباري معانه ان الحجاب الإجباري هو من النظام ومعناه ان التركيز عليه هو تركيز على النظام وهاي اول مره ربما يصير شئ انهم يستهدفون اسس النظام في هذا التوقيت يجب ان نعرف ان مجاهدي خلق التظاهرات او هكذا يعتقد البعض ايران تضرب مقرهم في البانيا وادي الى اكتشاف ذلك وادي بالبانيا بان تقطع العلاقات مع ايران والان ايران دعت السفير البريطاني السفير النرويجي وتحتج على تدخل الغرب في موضوع توفير النات الى اخره"

المذيع : "واخيرا كيف سيؤثر هذه التظاهرات على مشاريع إيران التوسعية والاقليمية ومحاولتها لبناء نفوذ خارجي وخاصة في العراق وسوريا وغيرها من بلدان المنطقة "

عمر عبد الستار :" ما يخص مشاريع إيران التوسعية صراحة هاي إيران إش عندها بالمنطقة عندها الهلال مالها وعندها مشروع استانه وعندها المحور الروسي الايراني الصيني معناه هي بتحالفها مع روسيا موجوده في سوريا  لان سليماني راح لبوتين صار الشغلة بسوريا فمع دون اضعاف بوتين لايمكن التعامل مع اذرع إيران ثانيا بدون التعامل مع النظام لايمكن التعامل مع الاذرع مثلا شوف انت الان في اليمن في هدنة في لبنان اتفاق ما يخص قاريش وهاي الحدود البحرية بين اسرائيل وبين لبنان اتفاق او اتفاق قريب طيب في العراق هذا نوع من التسوية يبدو ان الهدف انه هناك تهدئة للاذرع وتركيز على النطام  وايضا نري في افغانستان ما في فوضى واذربيجان وارمينيا ما في فوضى العين الحمرا ع النظام يدل على انه دون الذهاب مع هذا النظام الى حل او من الف الي ياء يعني من الدبلوماسية الى العسكرة الى تغيير النظام بالخارجية والخزانة والمخابرات والبنتاجون لايمكن التعامل مع اذرع هاي الاذرع قد تتبخر لاحقا الصراحة فلذلك نحن امام حقبة جديدة تختلف في التعامل مع إيران مع النووي ومع الاقليم ومع النظام كنظام  ملائم لاتفاقية 79 نحن ماشيين باتجاه ما يسمي بالربيع الايراني او الشتاء الايراني وهذا تداعياته ستكون متعددة وسنبقي معا في متابعتها  "

المذيع :" ومن خلال تحليل هتافات وشعارات المتظاهرين داخل إيران يبدو انه هناك انتقادات وحملات قوية من جانب المحتجين ضد الحرس الثوري الايراني الذين اعتبرو ان الادوار التي يقوم بها على الساحة الخارجية دائما ما تفرض تكلفة قوية على الداخل سواء بسبب اتساع نطاق نفوذه الاقتصادي او بسبب اصراره على مواصلة تدخلاته الخارجية التي تدفع اطرافا خارجية ايضا على اختراق الحدود الايرانية وتنفيذ عمليات استخباراتية داخل إيران والتي ادت الى اغتيال الكثير من العلماء النووين والقادة العسكريين واستهداف ومهاجمة المنشئات النووية الايرانية ويرى المحتجين ان تكرار هذه النشاطات تكرار لاختراق الحدود الايراني يعطي انطباع بان ايران دولة ضعيفة غير قادرة على حماية حدودها وفرض سيادتها

ويزامن مع هذه الاحتجاجات الايرانية تطورات على الساحة الاقليمية حيث يشهد العراق انسداد سياسي وتاخر في تشكيل الحكومة الجديدة على الرغم من انتهاء الانتخابات المبكرة منذ اكثر من عشرة أشهر نتيجة لاصرار الاطراف الموالية لإيران على تشكيل حكومة محاصصة وتوافقية مثل باقي الحكومات والاستحواذ على ثروات العراق وهذا ما دفع الشارع العراقي على ابداء غضبه من التخلات الايرانية المتمثلة بدعم الميليشيات والاحزاب السياسية التي تصر على ابقاء الأزمة وحتكار الثروات وادامة مآسي المواطنين داخل العراق

اما على الساحة السورية فان الضربات الاسرائيلية مستمرة على الاهداف الايرانية مع تراخي القبضة الروسية التي انشغلت بالساحة الاوكرانية وهذا ما يدفع الجانب الايراني الى مواجهة العديد من التحديات والتساؤلات حول قدرتها على ملئ الفراغ الذي قد يتشكل نتيجة للتراجع الروسي داخل سوريا

وفي ظل هذه الضغوطات والتطورات الاقليمية التي ليست في صالح النفوذ الايراني الاقليمي جاءت التظاهرات الي تطالب بوضع حد للتدخلات الخارجية التي تكون على حساب استنزاف الاقتصاد الايراني وتراجع الوضع المعيشي للمواطنين في إيران وهذا ما دفع الآلاف للمطالبة بايقاف هذه التدخلات والتركيز على مشاكل المواطن الايراني لتحسين وضعه المعيشي وايضا الوضع الاقتصادي في ظل تراجع مستوى العيش داخل إيران ويبدو ان استمرار التظاهرات الحالية والمطالبة بوقف التدخلات الخارجية قد يضعف النظام الايراني ويدفعه الى تقليل التدخلات الخارجية والتركيز على مشاكله داخل إيران والا سيكون في مواجهة الانهيار الحتمي بسبب المشاكل الاقتصادية البنيوية التي تعاني منها النظام الحالي

الى هنا ننتهي من حلقة هذا الاسبوع من بودكاست " في عشرين دقيقة " تحدثنا فيها عن التظاهرات الايرانية وامكانية تاثيرها على النفوذ الايراني الخارجي

شكرا لكم لحسن الاستماع والى اللقاء في الحلقات القادمة


قائمة الحلقات