6 أشهر على إطلاق الصومال مسار الحرب المفتوحة على جماعة الشباب الارهابية

6 أشهر على إطلاق الصومال مسار الحرب المفتوحة على جماعة الشباب الارهابية الموالية  لتنظيم القاعدة، والتي باتت معروفة اليوم في الداخل الصومالي بجماعة الخوارج. 

الحرب قائمة على 3 جبهات مفتوحة، الأولى فكرية مرتبطة بمحاربة الشباب عقائدياً ودينياً عبر شجبِ أفكارِها المتشددة، وذلك من خلال استنهاض مراكز إعادة تأهيل المحاربين، ومحاولة تطوير أعمالها لضمان نجاحِها، ومن ذلك المنطلق، أتى خيارُ رئيسي الجمهورية حسن شيخ محمد (Hassan Sheikh Mohamad) والحكومة حمزة عبدي بري (Hamza Abdi Beri) في إسناد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى مختار ربو أبو منصور (Mukhtar Robo Abo Mansour) الذي كان في السابق، الرجل الثاني لجماعة الشباب، وقد قضى بعد ذلك 4 سنوات في السجن، بعد اعتقاله من قبل وزارة الأمن في الحكومة السابقة.

الجبهة الثانية، مالية قائمة على تجويع الجماعة، وتجفيف كلّ مصادر تمويليها، وفي ذلك الصدد، كانت مقديشو احتضنت مؤتمراً لوضعِ آليةٍ واضحة، تمنعُ وصول الأموال الى الجماعة، وتعززُ الرقابة المالية.  

الجبهة الثالثة، جبهة القتال الحقيقية القائمة على حرب شاملة على الشباب، عبر الجيش الصومالي والقوات الخاصة الصومالية المدربة على أيدي الأميركيين من جهة، والقبائل الصومالية على اختلافها من جهة أخرى. ولذلك أطلقت الدولة الصومالية للقبائل نداءً مفاده ضعوا خلافاتِكم العشائرية جانباً وادعموا القتال ضدَّ عدوِكم المشترك.

حتى الساعة استطاعت الدولة الصومالية التي وضعت تلك الخطة تحت شعار: “الصومال متصالح مع نفسه”، أن تدخلَ إلى معاقل تنظيم جماعة الشباب المتهاوية، وأن تقنع العديد من العشائر إلى الانضمام للقتال بعدما سلَّحتهم. 

علي محمد حسين، واحدٌ من مئات وربما آلاف الصوماليين الذين قرروا التسلح للانضمام الى جبهات قتل الشباب، حاورته أخبار الآن وشرح لها الاسباب التي دفعته للانضمام إلى صفوف المدنيين المقاتلين، وتأتي سرقة الجماعة لجماله التي كان يرتزق منها، في طليعة الأسباب. 

ائتلاف الجبهة الحربية التي أطلقت للقضاء على الشباب، استطاعت دخول مناطق استراتيجية للتنظيم، لا سيما في إقليم شبيلي الوسطى التي كانت العديد من مناطقه معقلا لجماعة الشباب الارهابية ومركزا لها. وقد تعهد قائد الجيش الوطني  الصومالي في تصريح له مواصلة العمليات العسكرية ضد الجماعة ليتم إجبارها على الخروج التام من ذلك الإقليم.

مع ذلك، أسئلة كثيرة تطرح في السياق حول قدرة القوات الصومالية على ضمان السيطرة على تلك المناطق التي دخلتها وأخرجت الجماعة منها، وأسئلة أخرى عن صوابية تسليح القبائل خصوصا في ظل الاقتتال الذي كان قائما بين العديد منها، بالاضافة إلى قدرة  القوات الصومالية على ضمان سلامة المدنيين في ظل الحرب المفتوحة خصوصا أنَّ جماعة الشباب، وهي أكبر الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وأكثرها تمويلا، تتخذ المدنيين دروعاً بشرية، وأكثر من ذلك، فقد أظهرت تقارير صومالية أنَّ جماعة الشباب تخطف المدنيين الذين تجنَّد أحد أقاربهم للقتال ضدها وذلك لابتزاز كل من يحاربها.

هل بدأت نهاية جماعة الشباب؟

في ذلك السياق، ناقشت حلقة ستديو الآن ذلك الملف مع الأستاذ الجامعي حسن شيخ علي نور المحاضر في معهد دراسات الأمن القومي في الصومال، والصحافي الصومالي المستقل حسن عبدي محمد.

وقد قال عبدي محمد لأخبار الآن: “إن تقدم القوات المسلحة الرسمية ضد الجماعة الارهابية يعود للخطة الحكومية والرؤية الرئاسية التي كان قد أعلن عنها رئيس البلاد منذ ما قبل وصوله إلى سدة الحكم، وهو فعلا ينجح إلى الآن بالقيام بتنفيذ خطة ذات النتائج الملموسة”.

وأضاف: “استطاعت اليوم القوات الرسمية بمأزرة الأهالي أن تدخل إلى مناطق كانت تحت سيطرة الجماعة لـ10 سنوات وأكثر”.

وردا على سؤال حول ضمان عدم عودة الجماعة إلى المناطق المحررة قال عبدي محمد: “في البدء كانت الجماعة تعود إلى القرى والمناطق المحررة بعد خروج القوات الرسمية وطردها منها، ولكن لمعالجة ذلك تقوم الحكومة اليوم بابقاء القوات في المناطق المحررة والشروع بارسال مساعدات فورية إلى الأهالي والعمل الفوري لإنشاء مراكز شرطة وحتى مستشفيات، بالتالي يتغير الوضع اليوم، ومن الصعب عودة الجماعة إلى المناطق التي خرجت منها”.

وقد شرح في الإطار الصحافي حسن عبدي محمد أسباب وجود 1.95 مليون نازح صومالي، معللا ذلك بسوء الاغاثة الموجودة في الصومال لاسيما في المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعة وتلك التي لاتزال كذلك، إذ إنَّ لا مساعدات غذائية ولا طبابة وا استشفاء ولا قدرة على تأمين الغذاء للصوماليين الموجودين تحت سلطة جماعة الشباب. معتبرا أنَّ أبناء المناطق المحررة بحاجة لمساعدات غذائية فورية.

وضمن حلقة ستديو الآن أيضا، تحدَّث الدكتور حسن شيخ علي نور، المستشار الرئاسي السابق والمحاضر في معهد دراسات الأمن القومي الصومالي. د. علي نور، شرح بالتفصيل أهمية الحرب التي شنَّها الصومال على جماعة الشباب وبيَّن المناطق الاسترايجية التي نجحت القوات الوطنية بالتعاون مع القوات  المحلية والقبائل باسترجاعها من قبضة جماعة الشباب.

وفي الاطار، اعتبر علي نور أنَّ القوات المحلية اليوم المؤلة من المدنيين هي التي تقود الهجمات لاستعادة المناطق من جماعة الشباب بتنسيق مع القوات الحكومية الرسمية. وقد شرح أنَّ السبب وراء ذلك هو اكتشاف الصوماليين حقيقة جماعة الشباب وزيف الادعاءات التي سوقوا لها طوال السنوات الماضية. قائلا، “كثر من الصوماليين انخدعوا بالجماعة، ولكن بعد قتلها لهم وسرقتها لأموالهم، اكتشف الصوماليون أنها مجموعة من اللصوص والمجرمين”.

شاهدوا أيضاً: سجل فاغنر في مالي عام يستشرف المشهد في المستقبل