الأمم المتحدة تصف الأزمة الإنسانية في السودان بـ”الكارثة الشاملة”

يدخل الاقتتال الداخلي في السودان يومه العشرين، مخلفا وراءه أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بـ”الكارثة الشاملة”. هذه الأزمة وتداعياتها على السكان كانت محور حلقة برنامج “تيلي ثيرابي”.

فالأمم المتحدة أعلنت أن عدد الفارين من المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجاوز الـ100 ألف، حيث قالت المفوضية إن 75 ألف سوداني نزحوا إلى مناطق أكثر آمنا في داخل البلاد محذرة من لجوء 800 ألف شخص إلى الدول المجاورة في حال استمر القتال، عدا عن خروج أكثر من 70% مستشفى من الخدمة، وانقطاع الكثير من الخدمات الحيوية في البلاد، بالإضافة إلى أن الطرق أصبحت غير آمنة برحلة النزوح واللجوء، وتكلفتها المرتفعة.

السودان

الوضع الإنساني الكارثي في السودان كما وصفته الأمم المتحدة، ناقشه برنامج “تيلي ثيرابي“، فمراسل البرنامج من الخرطوم، تاج الدين هجو، تحدث عن ضعف آليات حماية المدنيين في السودان مع اشتداد القتال في عدة مناطق من البلاد، قائلا إن الاقتتال لا يتجنب المدنيين، واصفا الوضع بالخطير مع دخول المعارك أسبوعها الثالث مشيرا إلى أن الخرطوم تشهد أكبر عمليات النزوح.

كما تحدث أيضا عن رحلة نزوحه إلى ولاية سنار والتي تضم غرفة طوارئ وعمليات إغاثة، واصفا الطريق إليها بالخطير حيث تزداد المخاوف من تعرض النازحين للقصف أو أن يكونوا ضحية الاقتتال المفاجئ في الطريق.

وأشار مراسلنا إلى استمرار عمليات الإجلاء من مدنية بورتسودان والتي تشمل فقط الرعايا العرب والأجانب في البلاد.

السودان

واستضاف البرنامج الدكتور أسامة أحمد مصطفى الذي وصف الأزمة بأنها أكبر أزمة تعيشها البلاد والتي أدت إلى انقسام شعبي وسياسي كبير فيها، مشيرا إلى جذور هذه الصراع والذي يعود إلى العام 1956، عام استقلال السودان، مرورا بالحركات التي خرجت مطالبة بانفصال جنوب السودان، وكيفية مواجهة الجيش مع هذه الحركات واتفاقية أديس أبابا إلى انقلاب النميري وحكم البشير، مؤكدا أن جذور الأومة عميقة وممتدة.

وتحدث الناشط وصانع المحتوى السوداني ، مازن أورسو، من بريطانيا، حيث  سلط الضوء على الوضع الإنساني وكيفية دعم الجاليات السودانية المغتربة لبلادهم وحركاهم وخاصة في الشق الإنساني، حيث قاموا بحملات جمع التبرعات لدعم القطاع الطبي، والمدنيين في الداخل السوداني.

السودان

وأشار أورسو إلى صعوبات عمليات اللجوء إلى البلدان المجاورة، مؤكدا أن عمليات لجوء السودانيين للبلدان المجاورة صعبة ومعقدة جدا ومكلفة جدا وبعض البلدان تتطلب فيزا لدخولها وفقا له، فضلا عن وجود عمليات استغلال من قبل التجار، بالإضافة إلى عمليات السرق والنهب هناك.

كما استضاف البرنامج الدكتورة آلاء حميدتو التي وصفت رحلة لجوءها بالكارثية قائلة: “الوضع في المعبر كارثي جدا….إن لم تقتله نيران الحرب مات من الجوع أو بلدغات العقارب”.