نوستالجيا.. زمان وأنا صغير

مازال الفخر يملؤني كلما تذكرت أنني من مواليد السبعينيات ومعظم من يشاركوني هذا الجيل يشعرون مثلي بأنه جيل متميز ومختلف، حيث استطاع هذا الجيل أن يستغل خبرات وصدمات الجيل السابق له و”صياعة“ الأجيال التي جاءت بعده.

جيلي لايذكر جيدا حادث المنصة وقتما شهدت الأجيال التي سبقتنا ذهول لحظات اغتيال رئيس مصر أمام مرأي ومسمع معظم المصريين، جيلي لا يحتفظ بتلك الذكري لكنه عاش وسط مخاوفها ومفاجآتها.

جيلي لا يذكر حفلات أم كلثوم وعبد الحليم لكنه يحفظ جيدا آخر أغاني عبد الوهاب “من غير ليه” التي كانت تذاع علي القناة الأولي أو الثانية المصرية لأن جيلي لم يكن أمامه سوي هاتين القناتين وشرائط الفيديو بكل أنواعها واشكالها وتخصصاتها المختلفة.

ارتبطنا مع برامج تليفزيونية سوف يراها الجميع الآن نوستالجيا لا ترقي لنشرها علي تيك توك برامج مثل تاكسي السهرة واخترنا لك وفكر ثواني تكسب دقايق ومواقف وطرائف وعالم الحيوان والعلم والإيمان وتوم وجيري وماما عفاف الهلاوي وبقلظ ونجوي ابراهيم.

وفي الراديو كانت إذاعة الشرق الأوسط هي أهم إذاعات ذلك العصر وبرنامج قال الفيلسوف هو الثقافة بعينها أما اعترافات ليلية فكان من البرامج التي نسمعها لنتعرف علي الحب مع صوت بثينة كامل، أما هواة الأجنبي من جيلي فكانوا يدمنون هالة حشيش وبرنامجها الأوروبي بكل ما يقدمه من موسيقي وأغنيات.

نوستالجيا جيل السبعينات.. الحنين إلى الماضي

زمان كان فيه بسكويت وبمبو والكاراتيه ومعهما كان هناك أول ظهور لعمرو دياب وحميد الشاعري والواد بتاع دباديبو والواد التاني بتاع يا دايب في النسيم وداني بالفرح داني.

صفقت مثل الكثيرين من جيلي لمدحت صالح وهو يتسلم جائزة أغنية كوكب تاني وشعرت مثلما شعر الجميع أن سيناء عادت من جديد بهذه الجائزة.

لبست بنطلون ”باجي“ جينز مع الجزمة التكساس في مرحلة من حياتي وتعرفت علي قمة الروشنة بالهاي كول الأسود مع الجزمة والكاب أبو حديدة، تخيلت مثل غيري أن أدهم صبري سوف يحرر فلسطين وأن جرايندزر ودوقفليد من الصعيد الجواني وبحثت عن فضولي في مجلة ماجد وراسلته وانتظرت نشر صورتي ببدلة الضابط فيها.

كنت مدمنا لحلقات نوتس لاندينج، وذا بولد آند ذا بيوتيفول، وماكجيفر وميشان ايمبوسيبول.

المصيف عندنا كان إسكندرية وبس والحب يعني تليفون البيت والدخول في علاقة مع واحدة كانت شبه مستحيلة والفسحة في المدرسة لتبادل صور اللاعبين أو لتصفية الحسابات بتوكة الحزام وكان حلم حياتي أشتري عجلة “سبق” وكمبيوتر صخر أو أتاري زي اللي بلعب عليه مع أصحابي في الشارع.

وإحنا بنلعب كنا بنتكلم عن البنت اللي إسمها ياسمين عبد العزيز اللي بتعمل إعلان مامتي وخالتي وطنطي حريفة لبان ونجومنا المفضلين هم مادونا وساندرا.

هو ده زمااااان بتاعي أنا وجيلي المولود في السبعينات، وهنا تحديدا أتذكر ما كان يقوله لي والدي بأن جيله كان أهم جيل عكس ما قاله له جدي أو والده.

وهنا أيضا اكتشفت أن الدائرة تدور بقوة والعبارات تعيد نفسها ومنطق الحياة مازال يتكرر بكل تفاصيله مع اختلاف الوقت والتطور والتكنولوجيا.