فرنسا: ماكرون سيعلن الأربعاء رسميا انتهاء عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل

  • انتهاء عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي
  • بلغ عديد القوة الفرنسية 5500 جندي في ذروة انتشارها في منطقة الساحل
  • انسحاب القوات الفرنسية من الساحل الأفريقي قد يحول مالي مجددا إلى قاعدة خلفية للجماعات الإرهابية

أثار انسحاب فرنسا وشركاؤها من مالي ومنطقة شمال أفريقيا، بعد نحو تسعة أعوام من تواجدها فيها، العديد من التساؤلات حول مستقبل هذه المنطقة ودول المغرب العربي، في ضوء التقارير الغربية عن تنامي البصمة الروسية.

 الرئاسة الفرنسية أعلنت أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيلقي خطابا يعلن فيه رسميا انتهاء عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي لكن هل يخلق هذا الإعلان واقعاً جديداً في منطقة تشهد تصاعداً في رفض الوجود الفرنسي لصالح الوجود الروسي؟

ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أشهر من انسحاب قوات برخان من مالي. ولن تكون للإعلان نتائج على التعداد العسكري الفرنسي في المنطقة، حيث لا يزال نحو 3000 جندي فرنسي منتشرين في النيجر وتشاد وبوركينا فاسو.

وبلغ عدد القوة 5500 جندي في ذروة انتشارها في منطقة الساحل بعد طرده من مالي من قبل المجلس العسكري الحاكم منذ عام 2020 الذي يعمل الآن – حتى لو أنكر ذلك – مع مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية، انسحب الجيش الفرنسي من البلاد نهائيا منتصف آب/أغسطس بعد حملة لمكافحة الإرهابيين دامت تسع سنوات.

وهي لا تزال في المنطقة وتواصل التصدي للجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة أو تنظيم داعش  التي توسع أنشطتها تدريجيا إلى دول خليج غينيا.

محتوى التضليل عبر الإنترنت

وكشف تقرير حديث صادر عن معهد الأبحاث الإستراتيجية التابع للمعهد العسكري التابع لوزارة الدفاع الفرنسية أنه “انتشر في مالي محتوى التضليل عبر الإنترنت والذي غالبا ما يهدف إلى تشويه سمعة الوجود الفرنسي وتبرير وجود روسيا”. كما أشار إلى انتقال العدوى إلى بوركينا فاسو المجاورة.

الفكرة الآن هي الاستمرار في التحرك لكن بعيدا عن الأضواء. وبحسب ما ورد لم يتم إعطاء اسم جديد للقوات المنتشرة.

وأضاف الإليزيه أنه “ما زلنا نؤمن التغطية والحماية والدعم والتدريب لجنودنا في ظروف مرضية” لكن الإعلان الرسمي “ضروري محليا”.

 

أمن منطقة الساحل الأفريقي بعد الانسحاب الفرنسي إلى أين؟

فالانتشار الفرنسي في الساحل الأفريقي الذي استمر لـ9 سنوات حقق رغم التحديات مكاسب جوهرية، ما يعني أن انسحاب قواتها قد يحول مالي مجددا إلى قاعدة خلفية للجماعات الإرهابية، وسينعكس ذلك مباشرة على أمن منطقة الساحل الأفريقي ومن بعدها دول عربية كثيرة بمقدمتها بلدان المغرب العربي.

لا تستطيع فرنسا التخلي عن وجودها في أفريقيا لأسباب استراتيجية وسياسية واقتصادية وعسكرية. فلباريس مصالح وتشكل أفريقيا المنطقة الرئيسية التي ما زالت فرنسا تتمتع فيها بشيء من النفوذ. لذا، فإن نهاية «برخان» رسمياً لا تعني إطلاقاً نهاية الحضور الفرنسي متعدد الأشكال في أفريقيا. وعند انسحاب «برخان» من مالي، حرصت باريس على تأكيد أنْ لا وجه شبه بينه وبين انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. لكنَّ ذلك لا يكفي من أجل التمكن من المحافظة على مواقع النفوذ التقليدية. من هنا رغبتها في تغيير المقاربة والتعاطي، لعلها بذلك تتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهها.

بعد مالي فرنسا تنهي عملية برخان في الساحل الأفريقي.. ما مصير المنطقة؟

“فاغنر” يد روسيا الإجرامية المتنقلة

واتخذت السلطات المالية مسافة منذ عام عن فرنسا وشركاء باماكو التقليديين، وولت وجهها شطر روسيا. ويرى المجلس العسكري الحاكم أنه حقق تقدما في مكافحة جماعات مسلحة.

نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند كانت في وقت سابق من الشهر الماضي قالت في مؤتمر عبر الفيديو إثر عودتها من جولة في منطقة الساحل شملت مالي في الفترة ما بين 16 و20 تشرين الأول/ أكتوبر، إن “المجلس العسكري المالي استقدم فاغنر فتفاقم الإرهاب بشكل كبير”.

وتحدثت المسؤولة عن زيادة بقرابة 30% في الهجمات الإرهابية خلال الأشهر الستة الماضية.

وتتهم الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى المجلس العسكري بالاستعانة بمجموعة فاغنر، لكن السلطات المالية تنفي ذلك وتتحدث عن تعاون مع الجيش الروسي.

بعد مالي فرنسا تنهي عملية برخان في الساحل الأفريقي.. ما مصير المنطقة؟

تصاعد التوترات العسكرية في مالي

نقلت تقارير صحفية  أنه خلال الأشهر الماضية ارتفعت وتيرة رفض الجنود الماليين للأوامر التي تصدر من مجموعة “فاغنر”، ما أدى لنشوب اشتباكات، في أكثر من مرة.

ويشير خبراء، إلى أن وقوع اشتباكات بين جنود الجيش المالي و”فاغنر”، وارد في ظل صراعات العناصر على الموارد والمكاسب التي يحصلون عليها خلال معاركه في مالي.

واعتبر الخبراء أن، تصاعد التوترات بين عناصر الجيش المالي ومجموعة “فاغنر”، سوف تأزم الأوضاع داخل مالي، إذا لم يتم السيطرة على هذه الحالات، وستكون نتائجها وخيمه.

تايمز: النيجر هي الدولة التالية التي تخسرها فرنسا لصالح روسيا بغرب أفريقيا

كانت صحيفة «تايمز» البريطانية ذكرت قبل أسبوعين أن النيجر ستكون الدولة التالية التي تخسرها فرنسا لصالح روسيا في غرب أفريقيا. وقالت إن سلسلة من الأصوات المؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلنت في تطبيق «تليغرام» أن النيجر الغنية باليورانيوم هي الهدف التالي لموسكو في غرب أفريقيا، حيث تساعد البيئة الأمنية المتدهورة في بسط موسكو سيطرتها على المستعمرات الفرنسية السابقة.