أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٩ أغسطس إلى ٤ سبتمبر ٢٠٢٢. في العناوين:

  • قاعديّ سابق يقول من أفغانستان: الأفغان يلومون المهاجرين العرب على مآسيهم
  • حساب أنباء جاسم ينشر صورة لسيف العدل في طهران 
  •  ماذا تريد قاعدة اليمن مقابل تحرير مختطفين من الأمم المتحدة؟ 
  • نصرة الإسلام والمسلمين تنهي حصاراً على قرية في مالي دام ٣ أشهر وتقول: ”ما ظلمناهم!“

وضيف الأسبوع، أبو حنظلة، عضو سابق في القاعدة، يعيش في أفغانستان. يحدثنا عن حياة الكفاف التي يعيشونها وعن مدى كره الأفغان للمهاجرين العرب. 

متلازمة طهران – ٢

نشر موقع أنباء جاسم صورة قال إنها تجمع المصريين أبا الخير وأبا محمد مع سيف العدل في ناحية من نواحي العاصمة الإيرانية طهران. 

الحساب الذي كان أول من كشف عن قتل أبي محمد المصري في طهران في أغسطس ٢٠٢٠، قال إنه تحقق من الصورة ومن أنها التقطت في وقت ما قبل ٢٠١٥؛ وهي السنة التي نُفذت فيها صفقة التبادل الشهيرة بين القاعدة في اليمن وإيران وأطلق بموجبها سراح قياديين من طهران مثل أبي القسام الأردني وأبي خلاد المهندس وأبي الخير وطبعاً سيف العدل وأبي محمد المصري. هذان الأخيران اختارا البقاء في طهران أو ربما العودة إليها. الآخرون ذهبوا إلى سوريا. 

أهمية الصورة هي أنها تُظهر الرجال في حال جيدة ولا يبدو عليهم أثر الإقامة الجبرية الذي ما انفك يتلمس به أنصار القاعدة مبررين لسيف العدل عيشه في طهران. 

وقد نشر موقع أخبار الآن الجزء الثاني من سلسلة ”متلازمة طهران“ بعنوان: ”سيف العدل: كيف شق ‘الرجل الثاني‘ صفوف القاعدة؟“ 

هذا الجزء هو استمرار للبحث في أثر العلاقة الإيرانية على القاعدة وكيف أن وجود سيف العدل في طهران قد يأخذ القاعدة إلى حيث تريد إيران ولهذا شواهد كثيرة لا أقلها عدم تعرض القاعدة لأهداف إيرانية. ومن ذلك أيضاً خطاب صهر سيف العدل، مصطفى حامد أبي الوليد المصري، عرّاب سيف؛ وهو خطاب موالي لإيران ومبشر بثورة الخُميني. 

في هذا الجزء الثاني شواهد على خطط سيف العدل لشق صف القاعدة من قبيل خلافه مع يوسف العييري زعيم التنظيم في السعودية؛ وتوطيده علاقة القاعدة بالحوثيين في اليمن. 

المُختَطفون في اليمن

نشرت الملاحم الذراع الإعلامية للقاعدة في اليمن فيدو قصيراً من أربع دقائق تقريباً يتحدث فيه مدير مكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة في اليمن، أكام سوفيول أنعم، يناشد فيه المجتمع الدولي التدخل لتلبية مطالب المختطفين. 

أنعم، وهو مواطن من بنغلاديش، اختطف مع فريقه في أبين في ١١ فبراير ٢٠٢٢. تحدث السيد أنعم عن ظروف احتجاز صعبة فلا يرون الشمس ولا يتوفر لهم العلاج اللازم خاصة وأنه يعاني من مشاكل في القلب. 

شدد على ضرورة أن يلبي المجتمع الدولي مطالب الخاطفين من دون أن يذكر تلك المطالب. وختم بتأكيد تاريخ التسجيل في ٩ أغسطس الماضي وذلك بعد زيارة السياسية الأمريكية نانسي بيلوسي إلى تايوان؛ وهو الحدث الذي شغل العالم تلك الفترة؛ وفي هذا تثبيت لتاريخ التسجيل. 

الدكتورة إليزابيث كندال، الباحثة في جامعة أكسفورد والخبيرة في شؤون اليمن، تساءلت: ”لماذا يطلقون المناشدة بعد ٦ أشهر من الاختطاف؟“ وتعتقد أنه ربما يكون لهذا علاقة بمحاولات الانتقاص من إنجازات الجنوبيين في اليمن. 

القاعدة في اليمن تضع نصب عينيها قتال السعودية والإمارات متجاهلة عن خاطر قتال الحوثيين. 

القاعدة تحاصر أهل قرية!

نشرت الزلاقة الذراع الإعلامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي أنهم رفعوا الحصار عن قرية بوني وسط البلاد الذي استمر ثلاثة أشهر تقريباً. 

في بيان يبررون فيه تجويع قرية لا حول لها ولا قوة، قالوا إنهم ضربوا الحصار في مايو الماضي بسبب ”مساندة“ أهل القرية لقوات الفاغنر الروسية التي حلت محل القوات الفرنسية المنسحبة. 

وسائل إعلام محلية قالت إن الحصار رُفع بعد مفاوضات بين وجهاء القرية وقرى مجاورة والكتيبة المُحاصِرة وبعلم الجيش. وأوضحت أن الكتيبة المحاصِرة تأثرت أيضاً من الحصار لاعتمادهم على مستلزمات يؤمنها التجار المحليون. 

أبو حمزة القرشي

نشرت قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي أن حساب ”مؤسسة الدرع السني“ التابع  لما يُسمى ”إنتاج الأنصار،“ وهو إعلام رديف لتنظيم داعش، نشر مطلع الشهر صورة يقول إنها للمتحدث السابق أبي حمزة القرشي المهاجر. 

قناة فضح عباد البغدادي أشاروا إلى أن الصورة لم تُنشر مسبقاً في إعلام داعش الرسمي، منوهين إلى أن ”إنتاج الأنصار“ تُعتبر ”من أكثر الملتزمين“ بتعليمات ديوان الإعلام المركزي. وعليه تتساءل قناة فضح عباد البغدادي – إما أن الصورة حقيقة وإعلام داعش الوفي صار ”يتخبط ويرتجل؛“ أو أن الصورة غير حقيقية. 

بعد ثلاثة أيام تقريباً، قالت قناة فضح عباد البغدادي إن مؤسسة الدرع السني حذفت الصورة. 

في المحصلة، تعتبر قناة فضح عباد البغدادي ذاك كله محاولة للتغطية على ”فضيحة التكتم على قتل أبي حمزة في ضربة جوية في ٧ نوفمبر ٢٠٢١“ والادعاء أن الرجل قُتل مع الخليفة المزعوم أبي إبراهيم في أطمة في شباط ٢٠٢٢. 

الأقليات في إدلب

أثارت إعادة فتح كنيسة اليعقوبية في جسر الشغور جنوب غرب إدلب حفيظة السوريين في مناطق هيئة تحرير الشام بل وأبعد من ذلك. 

معارضو الهيئة من ثوار وقاعديين وحتى مسيحيين اعتبروا ما حدث محاولة أخرى ”لتلميع“ الهيئة أمام الغرب. 

حسابات معارضة تناقلت على التلغرام تغريدة للناشطة سميرة سليمان قالت فيها إن ما حدث في افتتاح الكنيسة كان ”احتفال“ للجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، ”حتى يقول للغرب: ها شوفوني“ مشيرة إلى أن الهيئة هي من طرد المسيحيين من المنطقة وتسأل: ”هلأ شو عدا ما بدا؟ هاد الشي صورة للغرب فقط.“

حساب أبو يحيى الشامي، وهو من طلبة العلم وكان شرعياً في الماضي مع الهيئة، علّق: ”يوجد فقط صنف واحد من الناس ينكرون ويتنكرون، هم مريدو قيادة هيئة تحرير الشام.“ 

وفي نفس الإطار أشارت حسابات مثل مزمجر الثورة السورية إلى التناقض في سلوك الهيئة. يقول الحساب: ”عندما افتتح الجيش الوطني كنيسة في رأس العين لم يبقى شرعي (من الهيئة) إلا وكفرهم …. الآن استيقن القاصي والداني … أن شعارات تحكيم الشريعة كانت فقط لاستباحة دماء جميع الفصائل الثورية.“ 

حسابات أخرى قاعدية الهوى ذهبت إلى السؤال عن فتاوى وسنّ فتاوى تتعلق ببناء كنائس أو ترميم كنائس فيما وصفته بـ ”أرض الإسلام.“ 

إدارة المناطق المحررة في الهيئة نشرت توضيحاً قالت فيه إن ”سكان هذه البلدات جزء من المجتمع لهم حقوقهم … وكذلك عليهم واجبات“ وإن ما أثير حول ”إعادة تفعيل الكنيسة“ كان ضمن مناسبة خاصة بمسيحيي المنطقة ”وهو الأمر الذي قام بعضهم بنشر صوره عبر وسائل الإعلام دون سابق تنسيق،“ منوهين إلى أن إدارة المنطقة التقت بالوجهاء للتأكيد على الالتزام بالسياسة العامة.

أبو حنظلة: الأفغان لا يرحبون بالمهاجرين العرب

بعد عودة طالبان إلى كابول، أخذ الجهاديون في الشرق يبشرون لحكم طالبان ويعتبرون أفغانستان قِبلة وربما مستقراً ومقاماً لهم. لكن هل سيرحب الأفغان بهم إن هم شدوا الرحال إلى كابول وكندهار؟ طالبان رسمياً يقولون إنهم لا يريدونهم. والأفغان شعبياً لا يتحرجون من التصريح بأن العرب المهاجرين هم المسؤولون عن مآسيهم طوال العشرين عاماً الماضية على الأقل. 

التقيت عبر تطبيق (زووم) مع عضو سابق في تنظيم القاعدة كان يعمل مسؤولاً عن ”الإداريات في ولاية بختونخوا“. ترك التنظيم منذ ٢٠١٥. التقيته عبر طرف ثالث شريطة ألا نفصح عن اسمه أو بلده. وأن نغير صوته ونغطي وجهه. وسمح لنا فقط بمخاطبته بـ أبي حنظلة؛ وذلك تخوفاً من طالبان وحفظاً لأمنه وأمانه. 

فيما يلي نص المقابلة التي ستُنشر مرئياً قريباً. 

١) الآن: كيف تحب أن تعرف عن نفسك؟ كنيتك وما كانت وظيفتك في تنظيم القاعدة

أبو حنظلة: كنيتي أبو حنظلة وكنت مسؤول الإداريات لمحافظة خيبربختونخوا في باكستان 

٢) الآن: لماذا وافقت على إجراء المقابلة معنا؟ 

أبو حنظلة: وافقت من أجل أن تصل رسالتنا نحن وكل المتضرر من هذه الحوادث التي حصلت. أردنا ان نوصل رسالتنا ونوضح موقفنا حتى يعلم الجميع ما موقفنا حالياً 

٣) الآن: تقول إنك تعيش في المنطقة القبلية المحاذية لباكستان. كيف انتهى بكم المطاف هناك؟ 

أبو حنظلة: كان لدينا خيارين عندما كنا في المنطقة القبلية في باكستان. الأولى أن نأتي إلى المنطقة الحدودية في أفغانتسان المجاورة لباكستان. وكن هذا أسهل لأن الحكومة الأفغانية (السابقة) لم تكن لها سيطرة على هذه المناطق. والخيار الثاني كان الذهاب إلى سوريا لوجود تنظيم القاعدة هناك وكان هذا صعباً؛ فقد أسر البعض في إيران وغيرها ووصل البعض بعد المشقة إلى هذه المناطق.

٤) الآن: أقصد منذ عودة الإمارة إلى كابول، لماذا جئتم إلى هذه المنطقة؟

أبو حنظلة: وضحت لك أننا جئنا إلى هذه المناطق قبل أن تعود الإمارة الإسلامية في أفغانستان؛ بعد العمليات التي قامت بها القوات الباكستانية في منطقة القبائل عندما خرجنا من هناك (بعد غزو ٢٠٠١) كان أمامنا خياران. البعض اختار المناطق الحدودية والآخر ذهب إلى سوريا ولم يكن لدينا سوى هذين الخيارين.

٥) الآن: لماذا تفضلون أن تبقوا ضمن حدود الأراضي التي تسيطر عليها إمارة طالبان الإسلامية؟ 

أبو حنظلة: ليس لدينا حل غير هذا. ونحن الآن في نحاول مع الإمارة الإسلامية حتى يأذنوا لنا بالبقاء هنا فنعيش حياة عادية لكنهم لم يأذنوا لنا بشئ من هذا. ونحن الآن نحاول (إذا استطاع طالبان) فتح طريق لنا إلى بلد آخر، فنذهب إليه ونبقى هناك مدنيين عاديين نعيش حياة طبيعية.

٦) الآن: عندما عادت الإمارة الإسلامية العام الماضي، هل توقعتم أن يتغير حالكم إلى الأفضل؟ 

أبو حنظلة: نعم كنا نتوقع لكن ما وجدنا شيئا من هذا القبيل لأن الإمارة الإسلامية وعامة الناس في أفغانستان ضحوا تضحيات كبيرة؛ ولا يريدون أن يكرروا شيئاً (من الماضي) عندما أعطوا أماكن للمهاجرين وغيرهم وحصل ما حصل. لقد تحملوا ضرراً كثيراً وتعرضوا للأسر والتشريد – الناس عامة والإمارة الإسلامية حركة طالبان خاصة – تعرضوا لكثير من المخاطر ولهذا السبب لم يأذنوا لنا بشيئ من هذا. 

٧) الآن: لم يأذنوا لكم بماذا؟ 

أبو حنظلة: م يأذنوا لنا بالبقاء ولم يقبلونا هنا ولا يريدون أن يبقى أحد من المهاجرين في أرضهم وفي أفغانستان ونحن نحاول معهم. وإن فُتح لنا الطريق إلى أي بلد آخر، نحن مستعدون لأن نذهب هناك ونعيش حياة طبيعية.

٨) الآن: قلتَ لي أثناء التحضير للمقابلة أنه وصلتكم رسالة من السيد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان. 

أبو حنظلة: وصلنا شفوياً. التقى به أحدهم وقال له إنهم لن نأذن ولن نسمح لأحد من المهاجرين بأن يبقوا في أرضنا ويستعملوا أرضنا (لأي مقصد ما) ولن نسمح بهذا الشيئ. فوصلتنا هذه الرسالة الشفوية. 

٩) الآن: لكن ممكن أن يقبلوا بكم مواطنين مدنيين. 

أبو حنظلة: إلى الآن نحن نحاول معهم ولكن الأمل قليل جداً لأننا لم ننجح في شيئ ولا نتوقع أن يأتوا بشيئ من هذا. طلبنا منهم أننا بأنفسنا لا نستطيع أن نكلم الدول الأخرى حتى يقبلون بنا لاجئين سياسيين. طلبنا منهم أن يرتبوا لنا الأمر لأننا في ورطة وأزمة ولكن لم يأتِ منهم رد للآن.

 

١٠) الآن: أنت في أفغانستان منذ كنت طفلاً وعشت هناك معظم حياتك. ما المشكلة في أن يقبلوا بكم مواطنين بينهم؟ 

أبو حنظلة: المشكلة كما ذكرت أنه في الماضي كان هنا مهاجرون وقاموا ما بما قاموا به. وعامة الناس و(في أفغانستان) وطالبان خاصة واجهوا مشاكل وأزمات من أسر وتشريد وكل هذا حصل بسبب المهاجرين وخصوصاً تنظيم القاعدة – بسبب وجودهم في أفغانستان. فهم (الأفغان) لا يريدون تكرار نفس الخطأ (بأن يبقى) تنظيم القاعدة أو أي أحد يبقى في أرضهم وهم يتحملون الخسائر. 

١١) الآن: شبان عرب ومسلمون يريدون أن ”يهاجروا“ إلى أفغانستان باعتبارها ”الإمارة الإسلامية.“ بماذا تنصحهم؟ 

أبو حنظلة: أنصح لكل من يريد المجيئ إلى هذه الأرض أو أفغانستان ألا يأتي إلى هنا. لأنه أولاً لم يعد جهاد في أفغانستان وثانياً الإمارة الإسلامية لن تأذن لهم في أي صورة من الصور بأن يأتوا إلى هنا ويبقوا في البلد. والإمارة الإسلامية ليست محتاجة لأحد منهم. وكما ذكرت لم يبق جهاد في هذه البلد. 

١٢) الآن: لكن قد يقول قائل إن الإمارة لن تترك المهاجرين الذين شاركوا في الدفاع عن أفغانستان في وقت من الأوقات. 

أبو حنظلة: هذا كلام لكن الواقع ما نراه نحن. أما (من حيث تنظيم القاعدة) قليل من الناس يعتقدون هذا الشيئ. الواضح والصريح والجميع يعرف أن كل ما حصل في أفغانستان من تشريد العوام وغيره وكل الضرر الذي لحقهم (كان) بسبب المهاجرين والتنظيمات الجهادية في الإمارة الإسلامية قبل سقوطها أول مرة. 

١٣) الآن: قلت قبل قليل إنكم الآن ”في ورطة وأزمة.“ أنت وعائلتك وغيرك من المهاجرين، كيف تعيشون حياتكم؟ 

أبو حنظلة: نحن حياتنا من يوم أن جئنا من باكستان بعد ما قامت القوات الباكستان بحملات على القبائل ونفذت عمليات في المنطقة القبيلة، اضطررنا للخروج من هناك. منذ جئنا إلى هنا وحتى الآن ونحن نعيش خفية من بيت إلى بيت – بيوت مهجورة في القبائل ومن خيمة إلى خيمة؛ نتنتقل بهذه الطريقة. وبعد مجئ الإمارة الاسلامية وتولّت الأمر، صار الأمر أصعب لأن الحكومة الماضية ما كان لها تواجد في هذه المناطق. لم تكن لها سيطرة على هذه المناطق أما الإمارة الإسلامية فهي موجودة هناك بكثرة ومسيطرة على المنطقة بالكامل فالوضع أصبح أصعب علينا مما كان عليه في الماضي. 

١٤) الآن: لكن هندامك مرتب لا يوحي بأنك شخص مشرد. 

أبو حنظلة: صحيح. كلامك صحيح. لكن أنا ابتعدت عن المنطقة (التي أسكن فيها) قليلاً وجئت كي أجري اللقاء معكم ولهذا السبب ترونني في هذه الصورة. وكان من اللازم أن أختار هذه الصورة حتى أصل إلى هذا المكان كي أجري اللقاء معكم. 

١٥) الآن: حدثنا عن والدك رحمه الله. كيف كان كأب وكعضو في تنظيم القاعدة، مع التحفظ طبعاً على اسمه بناء على طلبكم وحفاظاً على سلامتكم. 

أبو حنظلة: والدي جاء إلى أفغانستان أيام قتال الروس مثلما جاء كثير من الجهاديين وقتها. وبقينا في أفغانستان. وعند انتهاء قتال الروسي بقينا فترة بسيطة. بقينا في باكستان، ولكن الحكومة الباكستانية بدأت تخرجنا من باكستان وتأسر منا وتسلمهم إلى بلادهم واضطررنا إلى الرجوع إلى أفغانستان. كان هذا قبل الإمارة الإسلامية الأولى. 

في ذلك الوقت كانت الأوضاع جيدة شيئاً ما. لم تكن هناك ضغوطات في أفغانستان ولم يكن هناك أسر. وجاءت الإمارة. رحبوا بنا ورحبنا بهم وكانت حياة طبيعية ولم يكن يواجهنا أي خطر وكانت لنا حرية كاملة. لكن بعد ما قامت به التنظيمات في أفغانستان والغزو الأمريكي على أفغانستان، بدأت الأوضاع تسوء واضطررنا للرجوع إلى باكستان. والدي لم يخرج من أفغانستان وقتل في ٢٠٠٤ في غارة جوية. نحن كنا في باكستان وبقينا في باكستان إلى أن قامت القوات الباكستانية بالعمليات في المنطقة القبلية واضطررنا إلى الرجوع إلى أفغانستان والبعض ذهب إلى سوريا والبعض أسر في إيران. لكن كان الذهاب إلى سوريا شاق والأسهل كان الرجوع إلى أفغانستان وبقينا هنا. 

١٦) الآن: ماذا كان دور والدكم رحمه الله في التنظيم؟ 

أبو حنظلة: والدي رحمه الله لم يلتحق بتنظيم القاعدة في باكستان لأنه لم يخرج من أفغانستان وقُتل في ٢٠٠٤. وتنظيم القاعدة عند تأسيسه من جديد كان في ٢٠٠٣ و ٢٠٠٤ إلى أن وقت على رجليه. والدي لم يشارك معهم بعد خروجهم من أفغانستان. هو بقي في أفغانستان. شارك في قتال الروس. وفي أيام الإمارة الأولى كان الكل في أمان ولم يكن هناك جهاد في أفغانستان إلى أن قُتل في ٢٠٠٤. 

١٧) الآن: وأنت أصبحت في تنظيم القاعدة بحكم وجودك في أفغانستان. 

أبو حنظلة: كنت في التنظيم من سنة ٢٠٠٤ إلى سنة ٢٠١٥. كنت مسؤول الإداريات في محافظة خيبربختونخوا في باكستان. ومسؤول الإداريات يعني أنني كنت أعمل واسطة بين الأخوة وبين الشباب وإن كان هناك أمر كنت أقوم بالتحرك والتنقل وإرسال رسائل لهم وغيرها. 

١٨) الآن: هل التقيت بأسامة بن لادن؟ 

أبو حنظلة: لم ألتقي به ولم أراه. 

١٩) الآن: ولماذا تركت التنظيم؟ 

أبو حنظلة: تركته بسبب قتل قادة التنظيم وبعد الحملة الباكستانية التي كانت في المنطقة القبلية فتشرد الناس وتشردنا والتنظيم لم يبق فيه شيئ. اضطررنا إلى أن نأتي إلى أفغانستان. ولم نستطع أن نرتبط (نعاود الاتصال بالآخرين) ولم تتم الرابطة بعدها. 

٢٠) الآن: مسألتكم لا تزال عالقة عند الإمارة. وأنتم عالقون في المنطقة القبلية. ماذا تنوي أن تفعل؟ 

أبو حنظلة: نحن الآن ليس لدينا خيار إلا المحاولة مع الإمارة. وهو صار شبه مستحيل. لا أمل في أن يوافقوا على وجودنا هنا في هذه البلد. توجد محاولات. ولا خيار أمامنا. ومثلما اقترحنا أن إن لم يرغبوا بنا في هذه البلد، فليتفاهموا مع بلاد أخرى تقبل بنا لاجئين ونعيش حياة طبيعية ونهتم لدراسة أولادنا ونحسن أمورنا ونعيش كعامة الناس. هذه محاولاتنا وليس لنا خيار غير هذا. 

٢١) الآن: كم يبلغ عددكم؟ 

أبو حنظلة: تقريباً عددنا يجاوز ١٠ عوائل فيها شباب وأرامل وفيها أولاد صغار. 

٢٢) الآن: في المنطقة القبلية ١٠ عوائل. وفي المناطق الأخرى؟ 

أبو حنظلة: لم نعلم بوجود أحد في هذه المناطق ولا أظن يوجد أحد وإلا كنا نعرف عنهم أو تصلنا أخبارهم لأن أغلبهم خرجوا إلى سوريا ولم يبق إلا القليل. 

٢٣) قلت لي أثناء التحضير للمقابلة إنك حاولت الاتصال بسفارة بلدك حتى تعود. وبناء على طلبك نتحفظ على ذكر اسم بلدك. 

أبو حنظلة: تواصلت وحاولت الاتصال لكن لم يأذنوا لي بالذهاب للسفارة ولم يستقبلوني

٢٤) الآن: هل عليك أحكام في بلدك؟ 

أبو حنظلة: لا. ليس عليّ أي أحكام في بلدي لكن لعل عندهم بعض القوانين المتعلقة بمن يرجع من هذه البلاد فقد يتعرض عندهم لبعض المخاطر.  

٢٥) الآن: وكيف تشعر زوجتك وأولادك؟ 

أبو حنظلة: هم أكيد متضايقون من الوضع الذي هم فيه. والواضح أن هذا هذا الأمر طال وليس فترة بسيطة. ولدوا في هذه الحالات والآن كبروا ما شاء الله. وهم متضايقون جداً. ونحاول أن نخرج لهم بحل ولأنفسنا.  

٢٦) هل يمكن أن أسألك عن الشخص الذي تعتقد أنه سيخلف الدكتور أيمن الظواهري؟ 

أبو حنظلة: ما سمعت شيئ إلا في الأخبار. يقولون إن مسؤولين في إيران لعل أحد منهم يتولى المسؤولية لكن أنا لم أسمع شيئاً في هذه الساحة من أحد.  

٢٧) الآن: وما رأيك إن تولى الإمارة شخص موجود في إيران؟ 

أبو حنظلة: حالياً، كما ذكرت فإنهم في أفغانستان لن يستطيعوا أن يُكملوا مسيرتهم لأن الإمارة الإسلامية لن تأذن لهم بأي تحرك هنا. في أفغانستان لن ينجحوا. أما في غيرها، فليس لي علم او خبرة كيف وضعهم. هل يستطيعون أن يقوموا بشيئ في بلدان أخرى؟ لكن في أفغانستان لن ينجحوا. 

٢٨) الآن: هذا الشعور عند الشعب الأفغاني تجاه المهاجرين بأن المهاجرين تسببوا المرة الأولى بما حصل في بلدهم. هل تشعر الآن هذا التمييز السلبي تجاهكم؟ 

أبو حنظلة: نعم. نعم. بل نسمع كثيراً من الكلام. الجميع يعتقد – عامة الناس وغيرهم وحتى المسؤولين في الطلبة – أن كل ما جرى هنا وحصل من ضرر هو بسبب المقاتلين المهاجرين الذين كانوا في أفغانستان ونفذوا عمليات في أفغانستان لحقت بالضرر على الجميع. 

٢٩) بماذا تنصح مقاتلي القاعدة في أماكن أخرى من العالم؟ 

أبو حنظلة: أنصح مقاتلي تنظيم القاعدة وغيرهم أن لا يقوموا بعمل ويتحمل المخاطر والضرر غيرهم من العوام وغيرهم أيضاً من الحكومات وغيرها. أنصحهم ألا يقوموا بعمل من هذه الأعمال ويتحمل الباقي الأضرار. وأنصحهم أن يطيعوا ولاة أمور المسلمين بالحكمة والبصيرة. 

٣٠) الآن: أن يتخلوا عن الجهاد الذي كان يدعو إليه الشيخ أسامة بن لادن؟ 

أبو حنظلة: ألا يقوموا بأي عمل جهادي إلا بإذن ولاة أمر المسلمين بالحكمة والبصيرة.

٣١) تقصد الحكام؟ 

أبو حنظلة: نعم الحكام. وأقول هذا الكلام لأن النتيجة رأيناها. لأن الكثير من عامة الناس – التضحيات – ضحى كثير من عامة الناس. القتال كان بين التنظيمات الجهادية وبين أعدائهم من القوات الأخرى وأكثر التضحيات كانت من العوام وغيرهم. فلا بد من  يراجعوا فيه ولاة أمر المسلمين إن كانوا يريدون القيام بشيئ فبإذنهم وبمشورتهم وبالحكمة والبصيرة.