حرب على تامر حسني

عفوا لقد نفذ رصيدكم.. يعنى إيه يخرج ويكتب ويمثل ويغنى؟

مبقاش عنده جديد.. الشلة اللي حواليه مضيعاه!

كلها عبارات تم الترويج لها مؤخرا للقضاء على تجربة تامر حسني السينمائية الأخيرة “بحبك” وربما لم يجرؤ أحد على مناقشة ما تردد أو مواجهة تامر حسنى نفسه بهذه الاتهامات وهو ما دفعنى للتفكير بشكل جدى للخوض بكل صراحة فيما يحدث مع تامر حسنى الذى كان ينتظر الكثيرين أعماله للإشادة بها وحضور عروضه الخاصة والتصوير معه والكتابة عنه وعن أفكاره المختلفة، ربما كان هناك مجاملات أحيانا من البعض لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن ما صنعه تامر من اختلاف وما قدمه من أفكار سينمائية حققت نجاح كبير، والدليل أنه في موسم عيد الأضحى السينمائى قبل السابق قدم تجربة فيلم “مش أنا” وتربع به على عرش ايرادات الموسم رغم وجود فيلمي “البعض يذهب للمأذون مرتين” لكريم عبد العزيز و”العارف” لأحمد عز!

تقدم عليهما تامر حسنى بفيلم لا اعتبره أحسن ما قدمه مقارنة بفكرة فيلمه الأخير”بحبك” لكن بالصدفة البحتة جاءت منافسة تامر هذه المرة أمام كريم وعز متجمعين في فيلم واحد وهو “كيرة والجن” وكأن فوز تامر حسنى في جولة موسم العيد قبل السابق كان لابد من الوقوف أمامها بفيلم واحد يجمع أكبر نجمين للوقوف بقوة أمام إيراداته السينمائية!

مازالت أؤكد أنني أحاول تحليل الأمور دون أفتراض سوء النية أو تبني نظرية المؤامرة أو التلويح بفكرة طرح سؤال لماذا ينجح تامر حسنى سينمائيا وهو في الأصل مطرب وناجح في مجاله؟

الإجابة ليست عندي لأنها تحتاج للخوض في “نفسيات” النجوم وعلاقات المنتجين وقوة الموزعين ومؤامرات دور العرض وأنا هنا لست في حاجة للتوقعات أو كشف خطط لا أستطيع اثباتها لكن كل ما أعرفه مثل دارج يقول “ما عدوك إلا ابن كارك” وفي رأيي أن مايحدث مع تامر حسنى تقريبا نفس ما تعرض له محمد فؤاد عندما قرر التألق سينمائيا     وخاض تجارب انتصر فيها على اسماء ضخمة في التمثيل رغم أنه مطرب واقترب كثيرا من تكرار تجربة العندليب الاسمر وقتما كانت أفلامه بنفس قوة ونجاح أغانيه.

عبد الحليم حافظ كان مدعوما بقوة سياسيا وفنيا وإعلاميا.. استغل فرصته كاملة وصنع أسطورة لم يستطع أحد الاقتراب منها بمن فيهم عمرو دياب الذي اثبتت تجاربه السينمائية أنه لا بد أن يحافظ علي لقبه  كنجم حفلات ومسرح والبومات وبالفعل ذكاء عمرو دياب كان قادرا علي حسم هذا الموضوع والتركيز على نجوميته الغنائية والمحافظة عليها.

تامر حسنى وضعه مختلف عن عمرو دياب، ربما لاقترابه من جمهوره أكثر سواء في الأغاني الخفيفة أو الأفلام التى يغلب عليها الطابع الكوميدى والرومانسي الشبابي، تامر يعرف جيدا كيف يخاطب جمهوره ويعرف أنهم يعشقون فيه “شقاوته” كما يعرف كيف يختار نجمات أعماله ويعيش معهم أمام جمهوره كل أشكال الرومانسية والمشاعر المحبوبة لدرجة أنه يصمم على مشاركتهم له في حفلاته الغنائية ليعبر لهم دائما عن امتنانه وشكره بطريقته الخاصة.

ذكاء تامر السينمائي يزداد يوما بعد يوم حتى عندما قرر أن يختصر تترات آخر أفلامه “بحبك” في اسمه كبطل ومؤلف وموسيقي ومخرج وربما منتج يؤكد أن ذكاؤه يزداد مثل نجوميته وهو ما يشكل خطرا علي بعض النجوم الذين لا يملكون هذه الجرأة ولا يعرفون تسخير امكاناتهم لصناعة ما أقدم عليه تامر حسنى بكل شجاعة.

لست ولم أكن يوما من “مطبلاتية” تامر حسنى واعتقد أن جمهوره نفسه يعلم حجم الاختلافات الفنية التى اختلفت فيها معه لكنى هنا قررت تبني نفس الشجاعة التى دفعته لإطلاق العنان لنفسه والاشراف بشكل كامل على تجربته الأخيرة، وهي نفس الشجاعة التى دفعتني لكتابة هذه الكلمات بدافع واحد وهو محاولة الوقوف أمام حرب غير معلنة يتعرض لها نجم موهوب شعرت أنه يقف وحيدا فى وقت يحتاج فيه الدعم  والاعتراف بموهبته والتصفيق لها.. تامر حسنى يقف وحده في عش الدبابير وهو يعلم جيدا ماذا يحدث حوله ويعلم أيضا أنه قادر على هذه الحرب بأدواته وموهبته وجمهوره.

فى النهاية أتمنى أن لا يصيبه الإحباط أو اليأس وأعلم جيدا أنه قادر على المواصلة، كما أتمني أيضا أن يعرف أن كتابة كلمة “بحبك” بلغة عربية سليمة هي “باحبك” ودي معلومة ببلاش لتامر حسنى.