عملية شبوة تُفجر تناقضات القاعدة.. باطرفي يستهدف خصومه وأصحابه بضربة واحدة

  • مصالحة لم تكتمل بين باطرفي والعولقي.. لكن ما السبب؟

كانت آخر عملية شنها تنظيم القاعدة في اليمن، الثلاثاء الـ14 من مارس، الهجوم استهدف أحد النقاط الأمنية التابعة لقوات “دفاع شبوة”، شمال غرب محافظة شبوة، جنوبي اليمن.

وأسفر الهجوم المسلح عن مقتل 3 جنود وإصابة آخرين، وأعلنت القاعدة في اليوم التالي للعملية عن مسؤوليتها عن الاستهداف وتبنته رسميًا.

وقالت مصادر أمنية يمنية، إن المسلحين شنوا هجومًا مباغتًا، على نقطة عسكرية في منطقة “الصفراء”، على الطريق بين مدينة عتق، مركز المحافظة، ومديريتي بيحان وعسيلان، شمال غرب المحافظة، إلا أن قوات “دفاع شبوة”، تمكنت من التصدي للهجوم.

وكان أمير القاعدة في اليمن “خالد باطرفي” قد عقد في نهاية يناير الماضي، العديد من الاجتماعات مع قادة ميدانيين أمرهم خلالها بتكثيف تحركاتهم المسلحة وتنفيذ عمليات نوعية في محافظات اليمن المحررة.

خريطة توضح حدود مدينة عتق اليمنية

وحتى يتم تنفيذ هذه القرارات، لجأ “باطرفي” إلى إبراهيم القوصي (الشهير بخبيب السوداني)، مساعد أمير التنظيم، ليؤدي دور الوساطة لاحتواء الخلاف، وهو الأمر الذي كشف عن التوتر في العلاقة بينه وبين القيادي الشاب سعد العولقي، وجماعته الذين يعتبرونه أولى بالزعامة من “باطرفي”، وكانوا يتوقعون أن يتولى الزعامة بعد قاسم الريمي، لما له من علاقات مع قبائل الشمال والجنوب، بخلاف “باطرفي” الذي تتركز قاعدته في الجنوب لكنه تفوق على “العولقي” بحضوره الإعلامي وشهرته في الخارج، مما زاد حظوظه بتولي الزعامة.

وخلال الفترة نفسها ظهر “باطرفي” في كلمة مصورة يشد بها عزائم مسلحيه، ويؤكد مواصلة التنظيم لنهجه العنيف في اليمن.

وبحسب مصادر خاصة لـ “أخبار الآن” فإن كلمة “باطرفي” لم تكن بهدف التعبئة الإيديولوجية وحسب، بل حملت أيضًا رسالة ضمنية تم الاتفاق عليها سابقًا بين باطرفي وبقية القيادات الميدانية التي سوف يعجز عن التواصل معها بشكل مباشر، ومفاد هذه الرسالة: “مباشرتهم التحرك الميداني وفق ما رسمه التنظيم من أهداف في محافظات عدن وحضرموت والمكلا وأبين”.

العولقي وباطرفي.. خصومات بين قيادات القاعدة وانشقاقات بين عناصرها

اجتماعات “باطرفي” المباشرة وخطاباته المصورة لم تكن كافيه لتحريك الأذرع الميدانية لتنظيم القاعدة نتيجة الخلافات الحادة داخل صفوفه، ونتيجة تراجع قوته التسليحية والبشرية والمالية.

وفي محاولة للقفز على هذه المعوقات، حاول باطرفي اللجوء إلى مصالحة شكلية لتوحيد شتات التنظيم، وقد تمكن القيادي “خبيب السوداني” من جمع أمير التنظيم خالد باطرفي والقيادي اليمني سعد العولقي، في أحد المناطق اليمنية النائية على أمل ان يؤدي ذلك إلى إنهاء الخلافات.

وفعلاً قبل “العولقي” الصعود بخطاب مصور لتأكيد وحدة التنظيم، لكن “باطرفي” لم يوفي بالتعهدات التي قطعها ما أدى إلى عودة الانقسامات من جديد.

رغم رفض العولقي.. باطرفي ينفذ عملية إرهابية

لم تثمر جهود “خبيب السوداني” إلى مصالحة داخلية في التنظيم، إلا أنها منحت “باطرفي” بعضا من الزخم الذي ساعده في توجيه عملية انغماسية ضد قوات دفاع شبوة خلال شهر مارس الجاري .

وتزامنت عملية القاعدة مع تكثيف ميليشيات الحوثي لهجماتها المسلحة ضد قوات العمالقة وقوات دفاع شبوة انطلاقا من المناطق المتاخمة لمحافظتي مأرب والبيضاء شمال شرق البلاد.

وأفاد قيادي ميداني في تنظيم القاعدة لـ”أخبار الآن” بأن العديد من القادة الميدانيين الموالين للعولقي رفضوا خلال الأسابيع الماضية توجيهات القيادة العامة بتنفيذ عمليات في شبوة بالتزامن مع الهجوم الحوثي على المحافظة، لما في ذلك من انعكاسات سلبية على سمعة ومصداقية القيادي “سعد العولقي” داخل محيطه القبلي.

العولقي وباطرفي.. خصومات بين قيادات القاعدة وانشقاقات بين عناصرها

وبحسب القيادي الميداني، فإن غاية “باطرفي” من هذه العمليات هو التأكيد على الوجود الفعلي لتنظيم القاعدة في الميدان، وكذلك ضرب منافسه سعد العولقي الذي ينتمي إلى قبيلة العوالق، وهي القبيلة التي يشكل أبناءها القوام الأساسي لقوات دفاع شبوة.

وأشار القيادي إلى أن عملية شبوة الأخيرة انطوت أيضا على أهداف خفية تتعلق بحسابات باطرفي الذاتية في التنظيم، ومنها معاقبة القيادات والعناصر الجهادية المعارضة في شبوة والتي كانت توشك على الانعزال وبدأت في الانشقاق، وإرغامها على العودة تحت قيادة التنظيم خوفا من ردة الفعل الأمنية والعسكرية نتيجة الهجوم على القوات الحكومية.