فاغنر تُعطّل مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا

  • في إدلب شمال سوريا.. هل يطيح محور القحطاني بالجولاني؟
  • طالبان ترد التهمة وتقول إن جهات خارجية ترسل دواعش إلى أفغانستان

رحل يفغيني بريغوجين مؤسس مجموعة فاغنر سيئة الصيت ومهندس انقلاب يونيو النادر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فهل يلوي غيابه ذراع روسيا الخفية في الخارج؟

إعلام القاعدة الرديف اعتبر أن ”العباد والبلاد“ في غرب إفريقيا تحديداً “سيرتاحون” الآن من بطش فاغنر.

في رد أقرب إلى الواقع، قارب معارضو هيئة تحرير الشام بين ما يحدث في بلدهم وما يحدث في روسيا. حساب مزمجر الثورة السورية قال إن هذه هي حال العملاء ”يتم صناعتهم لمرحلة معينة وعند الانتهاء منهم تتم تصفيتهم”.

حساب أس الصراع في الشام كانت له مقاربة أوضح. فاعتبر أن أبا محمد الجولاني زعيم الهيئة سيواجه مصيراً شبيهاً بمصير بريغوجين على اعتبار أن الاثنين عميلان مأجوران، كما قال. من ناحية أخرى، يقارب أس الصراع بين بريغوجين والقحطاني الذي ”خدم سيده الجولاني وخاض معارك عنيفة لأجله.“ وكما انقلب بريغوجين على بوتين أو كاد، يتساءل أس الصراع إن كان القحطاني سينافس الجولاني وينتهي هو الآخر إلى مصير كمصير بريغوجين.

وعوداً على بدء، هل يلوي غياب بريغوجين ذراع روسيا الخفية في الخارج؛ في غرب إفريقيا مثلاً؟

الجولاني أم القحطاني؟

ماذا سيكون مصير أبي ماريا القحطاني الآن بعد ثبوت ضلوعه في قضية العمالة مع التحالف عمداً أو سهواً – كما يروق لهيئة تحرير الشام وأنصارها؟

في آخر التطورات على القضية حتى صباح الاثنين 28 أغسطس 2023، لفتت الشواهد التالية.

ردد معارضو الهيئة في إدلب أن زعيمها أبا محمد الجولاني قد يفرج عن القحطاني من الإقامة الجبرية المفروضة عليه وربما يتوجه إلى العيش في إقليم كردستان العراق.

في موازاة ذلك، يبدو أن مصير الجولاني بات مرتبطاً بمصير القحطاني. أكثر من حساب معارض للهيئة من الحسابات الوازنة التي أثبتت معرفتها بدواخل الجماعة في هذه الأزمة الأخيرة قالت إن ثمة أنباء عن تحركات يقوم بها أبو أحمد زكور، القيادي في الهيئة ورفيق القحطاني، مع ”بعض قادة الفصائل ورؤوس العشائر في المنطقة“ ليس فقط لحل أزمة القحطاني وإنما للإطاحة بالجولاني على ما يبدو.

حساب أبو العلاء الشامي وكان مسؤولاً أمنياً قبل أن ينشق عن الهيئة قال إن زكور يحاول أن يروج لتيار ”إصلاحي“ داخل الهيئة هو المسؤول عن ”الإنجازات“ التي تحققت لإدلب داخلياً وخارجياً، داعياً الأطراف المستهدفة إلى ”طي صفحة الماضي التي يتحملها الجولاني شخصياً.“ وزاد أبو العلاء أن زكور يروج لفكرة أن الجولاني ”لا مستقبل له في المرحلة المقبلة.“

على الجانب الآخر، يروج زكور لوجود تيار ”متشدد“ داخل الهيئة يقوده أبو أحمد حدود الأمني الأول في الهيئة، والمقرب أيضاً من الجولاني.

إزاء هذا التخوف على منصب الجولاني، ربما كان لافتاً حضور الجولاني حفلاً أقيم خصيصاً ”تقديراً“ له ”على دعمه المستمر“ للمؤسسة العسكرية في الهيئة.

في الحفل، ظهر الجولاني إلى جانب مظهر الويس المحسوب على محور زكور – القحطاني؛ وأبي الحسن الحموي قائد الجناح العسكري في الهيئة. ولنتذكر أن الجولاني قبل أيام حضر حفلاً عاماً إلى جانب عبدالرحيم عطون المحسوب على محور مناهض للقحطاني.

كل هذا فيما يواصل إعلام الهيئة الرديف امتداح القحطاني المعروف لديهم بـ“الخال“ وكأن شيئاً لم يكن.

القاعدة ومعركة القحطاني الخاسرة

شاهد آخر لافت في مسألة القحطاني هو انتفاض إعلام القاعدة للاستفادة من الأزمة وإن لم تكن جهوده مقنعة.

مؤسسة شام الرباط الذراع الإعلامية لتنظيم حراس الدين ممثل القاعدة في الشام تعود بعد غياب ببيان ”نحن أولياء دم“ يطالبون فيه بتحقيق وقضاء مستقلين لكشف المتورطين في اغتيال قادة التنظيم من أمثال أبي فراس السوري وأبي الفرج وأبي الخير المصريين وخلاد المهندس وأبي القسام الأردني.

ثمة مشكلتان في هذا الطرح. أولاً، أين هي قيادة حراس الدين ”وليّ الدم“؟ وأين هم عناصر التنظيم الذين تركتهم القيادة الأم في مكتب حطين/ سيف العدل وحيدين بعد أحداث صيف 2020؟

المشكلة الثانية والأهم هي أن قيادة حراس الدين نفسها، ممثلة بأبي همام الشامي وسامي العريدي، سبقت الهيئة في رفض التحاكم للقضاء في يونيو 2019 في قضية الخلاف الشهير على التعاون مع الهيئة. القيادة أصرت على التعاون وشرعيون مثل أبي ذر المصري وأبي يحيى الجزائري تحفظوا على التعاون حتى فصلهما التنظيم لتمردهما.

الأمور بخواتيهما. انتهى ذلك الخلاف باغتيال معارضي حلف الشامي – العريدي في غارة للتحالف. نُقل وقتها أن خلاد المهندس اعتزل الحراس قبل ثلاثة أشهر من قتله احتجاجاً على عدم تعزية القيادة بالشرعيين الذين قُتلوا في تلك الغارة. فأين مصداقية القاعدة من كل هذا؟

هل يخدم داعش الهيئة؟

من وجهة نظر أخرى لملف اتهام القحطاني بالتخابر مع التحالف، قال حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي إن استهداف التحالف رؤوسَ تنظيم داعش في مناطق الهيئة هو دليل على أن الهيئة تمكنت من اختراق التنظيم حتى النخاع.

يذهب الحساب إلى أبعد من ذلك ويتساءل إن كان اختراق ”وتدجين“ عناصر التنظيم لا يخدم وحسب الوصول إلى أمراء الصف الأول لتحييدهم وإنما ”توجيه التنظيم من الداخل وتسليطه على أعداء الهيئة.“

غاب بريغوجين أم حضر، فاغنر يُعطّل مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا

 

طالبان: داعش تخدم أجندات خارجية

والشيئ بالشيء يُذكر، من يخدم داعش في أفغانستان؟

نشر موقع المرصاد وهو مؤسسة تناصر طالبان في أفغانستان، روايات جديدة لدواعش معتقلين في كابول تضرب في صلب التنظيم. فيما يلي أهم ما جاء في هذا التسجيل الذي حمل عنوان ”وشهد شاهد من أهلها:“

أولاً، أصحاب الشهادات ينتمون حصراً إلى الإثنية الطاجيكية. ويعلق المرصاد أن معظم الدواعش الذين نفذوا هجمات في أفغانستان خلال الأشهر العشرة الماضية كانوا من طاجيكستان دخلوا البلاد عن طريق جوازات سفر مزورة.

غاب بريغوجين أم حضر، فاغنر يُعطّل مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا

ثانياً، يصر المرصاد على أن الدواعش في أفغانستان ينتمون إلى دول أجنبية ويعملون بحسب أجندات تلك الدول. وهذا مهم بالنسبة لحكومة طالبان التي لا يزال المجتمع الدولي يتهمها بالمسؤولية عن بيئة تمكّن داعش من استقطاب التمويل والسلاح وبالتالي تنفيذ هجمات في أفغانستان والخارج.

ثالثاً، ثمة انتقاد واضح لطاجيكستان واتهام بأن سياسات ذلك البلد ”اللاإسلامية“ تتسبب في دفع الشباب إلى حضن داعش.

رابعاً، يروي الشهود كيف خدعهم التنظيم واستغل تعطشهم للدين ليكتشفوا أنهم كانوا أدوات قتل لا أكثر. فعلى سبيل المثال، يرون كيف حُبسوا في منازل معزولين عن العالم بانتظار تنفيذ هجمة انتحارية في مسجد أو مدرسة.

تصفية رأس داعش في موزمبيق

أعلنت موزمبيق قتل زعيم التنظيم هناك المعروف بكنية ابن عمر أو أبي سفيان وهو بونوماده ماشوده عمر Bonomade Machude Omar وذلك في عملية عسكرية في إقليم كابو ديلغادو شمال البلاد يوم الثلاثاء ٢٢ أغسطس.

في المقابل، خصصت صحيفة النبأ الصادرة يوم الخميس ٢٤ أغسطس ثلاث صفحات على الأقل لأخبار موزمبيق منها الأولى وصفحة الإنفوغراف التي تضمنت مجموع هجمات التنظيم في الإقليم المنكوب.

طالبان وفتوى مشروعية ”الجهاد“

يواصل تنظيم طالبان باكستان TTP شن هجمات ضد الجيش الباكستاني فيما نشر مرئياً جديداً بعنوان ”نحن جاهزون“ يصف تدريباً لعناصر من التنظيم.

الباحث الأفغاني المتخصص عبد السيد قال إن الإصدار ”جديد“ فعلاً فيما يتعلق بروايته والتدريبات المرصودة وحتى الزي العسكري الذي يضعه المقاتلون.

في الأثناء، تتعاظم الأزمة الدبلوماسية بين أفغانستان وباكستان بسبب هجمات TTP هذه. باكستان تعتبر أن طالبان التي تحكم في أفغانستان تأوي قياديي TTP وانتحارييه الذين ينفذون تلك الهجمات.

لهذا، احتفى الإعلام الباكستاني بما قال إنه فتوى من صدر الحكم في طالبان تحظُر على الأفغان القتال خارج بلدهم.

لكن الناطق باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أوضح أن ”الفتوى“ لم تصدر عن هبة الله أخندزاده وإنما عن دار الإفتاء في كابول.

غاب بريغوجين أم حضر.. فاغنر تُعطّل مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا

الفرق ليس فقط في مركز السلطة التي أصدرت ”الفتوى“ وإنما فيما جاء فيها. ما حدث أنه في 10 أغسطس، نُقل عن مفتي عبدالرؤوف اطمئنان، من دار الإفتاء التابعة لطالبان، جواب عن سؤال يتعلق بمشروعية ”الجهاد“ خارج أفغانستان. فقال – حسب المنقول – إن الأمر يحسمه أمر يصدره ”أمير المؤمنين“ أي زعيم طالبان؛ فإن دعا إلى الجهاد، كان ذلك وإلا اعتُبر الذهاب إلى ”الجهاد“ مخالفة للأمير، فلا يجوز.

وهذا ما التقطه تنظيم TTP الذي رحّب بتوضيح مجاهد؛ فالكلمة الفصل تبقى عند ”أميرالمؤمنين“ بحسبهم – أخندزاده.

الجماعات الجهادية في بلوشستان

ثمة حضور مكثف لجماعة جيش العدل في إعلام القاعدة الرديف. جيش العدل هم جماعة جهادية سنية تناهض النظام الإيراني في محافظة سيستان بلوشستان جنوباً.

يزداد هذا الحضور فيما يستعد الإيرانيون لاحتجاجات في الذكرى الأولى لقتل مهسا أميني يوم ١٦ سبتمبر. مهسا كانت شابة إيرانية اعتقلتها قوات البسيج بسبب حجابها الذي لم يطابق مواصفات الملالي؛ ضربوها ففارقت الحياة.

عندما ننظر إلى إعلام جيش العدل وجماعات جهادية أخرى تنشط في بلوشستان، نسأل: إلى أي درجة قد يستغل النظام الإيراني هذه الجماعات الجهادية لضرب مطالب البلوش الشرعية ناهيك عن المطالب الشعبية عامة؟ وفي هذا، لفت مقال في موقع Khorasan Diary عن تصاعد الإعلام السني الجهادي المناهض لطهران في سيستان بلوشستان. تلفت جملة في المقال تتحدث عن أن النظام الإيراني سبق وروّج لرواية متطرفة وهي أن الجماعات الجهادية خاصة داعش خراسان تتعاون مع إسرائيل تحديداً للإطاحة بنظم الحكم في إيران.

إعلام قاعدة يحذر من حسابات زائفة

في عجالة، يلفت تحذير إعلام القاعدة الرديف من حسابات مزورة تنطق باسم التنظيم.

هذا الأسبوع حذر ما يُسمى بمركز التراجم الإسلامية من حساب مزور يترجم باللغة المالايالامية في الهند؛ واعتبر في بيان أن الجماعات التي تدير الحسابات المزورة هي جماعات ”شريرة.“

والشيئ بالشيء يُذكر، وفي نقطة نظام، نفت مؤسسة كتائب الإيمان للإنتاج الإعلامي علاقتها التنظيمية مع تنظيم القاعدة في اليمن مؤكدين أنهم مناصرون وحسب.

يلفت من إنتاج الكتائب ما تنقله عن أبي عبيدة الحضرمي الذي نعتقد أنه شرعي في تنظيم القاعدة في اليمن. في أحد مؤلفاته عتب على هجر ”المشايخ“ ساحة اليمن.