هل يعاني الأب العازب أكثر من الأم العازبة؟

مها فطوم

وائل (اسم مستعار) فنان سوري يعيش في إيطاليا، يحل معنا ضيف أولى حلقات سلسلة آباء عازبين في بودكاست صارت معي. يربي وائل طفليه بشكل مستقل منذ حوالي 7 سنوات بعد انفصاله في سوريا عن أمهم واتخاذها قرار بقائهم مع والدهم. كيف حياته كأب عازب تحت ظروف اللجوء واختلاف الثقافة واللغة؟ كيف تعامل مع حالة لم يكن مستعداً لها؟  كيف تصرف بلحظات حاجة أطفاله لأمهم؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجهه؟ نستمع إلى تجربته في هذه الحلقة من بودكاست صارت معي.

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

هل يعاني الأب العازب أكثر من الأم العازبة؟

وائل (اسم مستعار) فنان سوري يعيش في إيطاليا، يحل معنا ضيف أولى حلقات سلسلة آباء عازبين في بودكاست صارت معي. يربي وائل طفليه بشكل مستقل منذ حوالي 7 سنوات بعد انفصاله في سوريا عن أمهم واتخاذها قرار بقائهم مع والدهم.
كيف حياته كأب عازب تحت ظروف اللجوء واختلاف الثقافة واللغة؟كيف تعامل مع حالة لم يكن مستعداً لها؟ كيف تصرف بلحظات حاجة أطفاله لأمهم؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجهه؟
نستمع إلى تجربته في هذه الحلقة من بودكاست صارت معي.

إعداد: مها فطوم
تقديم: عبد الرحمن أكرم
الإخراج الصوتي: محمد الحوراني
الهوية البصرية: سرد ديجيتال
الإشراف العام: محمد علي
نص الحلقة: 

مها فطوم مرحبا وأهلاً فيكم معكم مها فطوم حلقة اليوم في بودكاست صارت معي مميزة لعدة أسباب أولاً هي بداية سلسلة جديدة رح نحكي فيها تجارب آباء عازبين وهذا موضوع خاص ولافت ما كتير ناس بتخوض بتفاصيله خاصة بمجتمعاتنا العربية لأنه المألوف أكتر إنه تكون الأم عازبة.. علماً إنه سبق وقدمنا لكم سلسلة أمهات عازبات.. ثانياً.. الحلقة حتكون من تقديم زميلي عبد الرحمن أكرم من العراق.. ثالثاً.. هالحلقة بتمثّل انطلاقة جديدة لإلنا في اليوتيوب عبر قناتنا أخبار الآن بودكاست ف حنفرح جداً بتفاعلكم عبر اللايك والشير والاشتراك وأيضا تفعيل زر الجرس لتصير توصلكم الحلقات أول بأول.. طوّلت كتير عليكم بعرف بس مفروض تعرفوا هالتفاصيل لأنه هيك عوّدناكم! يلا رح أترككم حالياً مع تجربة وائل كأب عازب

وائل أنت ما رح تقدر تربّي الأولاد لحالك مستحيل! ما تفكر ما فيك تعوض الأم أبداً ضغط نفسي هائل وإحساس بالمسؤولية كتير كبير ومحاولة تعويض غياب الأم هاي حالة لحالها بدها دراسة شو ممكن يعمل شو ممكن يتصرف شو ممكن شو هي الطريقة ليعوّض غياب الأم كله تعلمته لحالي وكان كتير كتير صعب! في نوع من الفصام يعني أنا بحدد القانون بيزعلوا لأنن حساسين كتير صايرين فبرجع بصالحهم دغري بعدها لأنه أنا العالم تبعهم يعني مافي عيلة كبيرة مافي أمهم مافي غيري أنا فأنا كل شيء بالنسبة إلن أنا بدي أعطي القانون وأنا بدي راضي إذا زعلوا فهي عملية جدا منهكة

عبدالرحمن سمعنا لصوت وائل وهو اسم مستعار لضيفنا في أول حلقة من سلسلة آباء عازبين عدلنا صوته أيضا بناءً على رغبته وائل فنان سوري عايش بإيطاليا حالياً مع أطفاله الاثنين الولد بيهم عمره حالياً 15 سنة والبنت 12 سنة دا يربيهم وحده من حوالي 7 سنين بعد إنفصاله في سوريا عن أمهم واتخاذها قرار بقائهم ويه أبوهم كيف كانت حياته كأب عازب تحت ظروف اللجوء واختلاف الثقافة واللغة؟ كيف تعامل مع حالة مكان جاهز لها؟ كيف تصرّف وائل بالوقت اللي كان أطفاله بحاجة لأمهم؟ وشنو أبرز التحديات اللي تواجهه؟ رح نسمع من وائل كل هاي التفاصيل والبداية مع الظروف اللي أدت انه يكون أب عازب

وائل أنا جيت من سوريا خلال الحرب ب2017  طلعت من سوريا بشهر تموز علي إيطاليا مع طفليني  بعد ما اتخلت أمهم عنهم وتركتن علي باب بيت أهلي  أنا بتصوّر الحرب دمّرت الضمير الجمعي عند الناس يعني طلّعت اللاعي صار كل واحد بيتصرّف بدون ما يحس إنه راح يكون في مسؤولية علي تصرفه إذا بدنا نحكي عن المشاكل الجماعيّة المشاكل الشخصيّة الأم يعني مستهترة وضع معقّد جداً كانت بتكره الأولاد وبتغار منهم  وسعت بأقصى ما يمكن أنها تحسسهم بعدم الأمان لأنه هي بطفولتها ما كانت تحس بالأمان أبداً فما قدرت تعكس أي عاطفة أمومية تجاه أولادها هلأ الحرب زادت هذا الشيء خلّت الإنسان بسوريا يتصرّف على هواه بدون ما يحس أنه في ضوابط اجتماعية ممكن توقفه لا أم ولا أب ولا جيران ولا رفقات ولا حدا بيقدر يتصرف مثل ما بده لأن الكل عم يتصرف مثل ما بده

عبدالرحمن شنو كان موقفه لمن رجعوا أبناؤه عنده؟ وليش مركز اللجوء في إيطاليا حاولوا أخذ أبنائه منه؟

وائل أنا انبسطت أنه أولادي رجعوا إلي لأني ما كنت مطمن عليهم مع أمهم يعني خصوصاً أنه أولادي معلقين فيا أكتر ما معلقين بأمهم  كانوا بحالة خوف حالة صدمة حالة عدم فهم ليش عم بيصير هالشي حاولت أعتني فيهم قد ما بقدر آخدهن على أماكن لعب يتواصلوا مع رفقاتهم.. هاي الحالة ما طوّلت أكتر من شهرين لأنه بعدين اجتني الفيزا قدرت أطلع فيها علي إيطاليا واستمر الوضع أو ساء الوضع شوي بإيطاليا أكتر لأنه صاروا بعاد عن بيت عمهم وبيت ستهم وجدهم وعمتهم وإلى أخره فصار في عندهم حالة إغتراب مضاعفة ترك الأم وترك البلد.. بمركز اللجوء ضغطوا عليا لأعطي أولادي لعيلة تانية مشان أقدر أشتغل خبوا عني قوانين بتساعدني هي اللي بقدر فتّش على عيلة تعتني بالأولاد خلال النهار مشان أشتغل اللي هي فيني فتش إلي حق أبحث عن متطوعين عن طريق البلدية ليعتنوا بالأطفال خلال النهار وأنا عم أشتغل.. بيحقلّي جيب بيبي سيتر على حسابي خبوا عني هاي المعلومات لأني إذا أعطيت أولادي لعيلة تانية  ما من حقي ضل بالسكن ياللي قاعد فيه هيك القانون بإيطاليا فهنّي ضغطوا علي مشان أترك بأسرع مايمكن السكن هادا سوالي صدمة أنه أنا ممكن أتخلى عن أولادي وما عاد شوفهم مرة تانية! يعني بالقانون فيني جيبهم بعد سنتين تلاتة بس ما بيعودوا يرجعولي لأنن بيكونوا اتغيروا علي واتعودوا على حياة تانية أب وأم جداد! ف زادت الصدمة وكان عندن خبر الولاد أنه ممكن هذا الشي يصير.. فكانوا متأزمين كتير واستمريت بمحاولة دايماً اني أخفف عنهم قدر الإمكان يعني.. كل شي يجيني مردود مادي أصرفه علي ألعاب وأخدهم مشاوير ونسافر على غير دول لعند أصدقائنا منشان نغير جو

عبدالرحمن طبعا لاحقًاً رفع وائل قضية على مؤسسة اللجوء في إيطاليا بسبب الضغط عليه وإجباره على أن يعطي أبنائه لعائلة ثانية وخبّرنا عن مشاعر وأحاسيس وتفاصيل يومية يعيشها بحكم هذا الوضع

وائل يعني بدي كون أب و أم يعني التوازن العائلي قائم على وجود أم وأب الأب بيكون هو القانون وهو الحازم اللي بيعطي الأوامر واللي  بيحدد شو بيصير وشو ما بيصير الأم بتخفّف عالأطفال من قسوة الأب إذا طلعت قسوة عند الأب هلأ أنا عندي حالة في نوع من الفصام يعني أنا بحدد القانون بيزعلوا لأنن حساسين كتير صايرين فبرجع بصالحهم دغري بعدها لأنه أنا العالم تبعم يعني ما في عيلة كبيرة ما في أمهم ما في غيري أنا ما في غيري أنا فأنا كل شيء بالنسبة إلهم أنا بدي أعطي القانون وأنا بدي راضي إذا هن زعلوا فهي عملية جداً منهكة وبما إنه نحنا قاعدين بمكان ضيّق في سكن اللجوء فوجهنا بوجه بعض طول النهار متعودين كثير على بعض أنا أحياناً بعصّب لأنه ما في عندي حياة شخصية بحاول اشتغل فن بتواصل مع رفقاتي يعني بحاول لاقي حلول لحالي بس ولا مرة ولا جزء من الثانية حسيت إنه ولادي عبء علي وقت كنت  بدمشق كان في محللة نفسية أخدت الولاد لعندا كان موقفها غريب يعني عارفة إنه الأم  هي تركت الأولاد وتقلّي أنت مارح تقدر تربي الأولاد لحالك مستحيل! ماتفكر مافيك تعوّض الأم أبداً ضغط نفسي هائل وإحساس بالمسؤولية كتير كبير ومحاولة تعويض غياب الأم هاي حالة لحالها بدها دراسة يعني أنا فتت على جوجل فتش على حالات الأب العازب بالإنجليزي وبالعربي ما في دراسة واحدة ولا مقال على جوجل بيحكي عن حالة الأب العازب! شو ممكن يعمل شو ممكن يتصرف شو ممكن شو هي الطريقة ليعوّض غياب الأم.. كله تعلمته لحالي وكان كتير كتير صعب يعني كتير كان صعب

وائل بالبداية وقت وصلنا بنتي تفيق بالليل تقولي شوفت ماما بالمنام ابني كان منزوي على حاله وجهه تجاه الحيط لمدة سنتين يعني مابده يحكي مع حدا.. بنكون قاعدين مع أصدقاء بعشا هون بإيطاليا فجأة يتكوّر علي حاله ويوقع عالأرض عم يتألم كان بشدة يعني كله هذا كان يخليني إبكي يعني

عبدالرحمن تقلبات وأحداث وصعوبات كثيرة مرت عليه خلال هالسبع سنوات خف أثرها السلبي بالتدريج مع تقدم نمو أطفاله حتى وصلوا المرحلة حالياً يفهموا على بعض وجو العائلة صار واضح المعالم

وائل في ملاحظة مهمة ممكن قولها.. الطبيب النفسي اللي أنا قابلته أول ما وصلت عإيطاليا قال لي بنتك رح تحاول تكون هي الأم تبعكم اتصوري كان عمرها خمس سنين ونص كانت تعاملنا بأمومة مشان تحمينا هلأ طبعاً منّا وعيانة شو عم تتصرف منّا مدركة شو هي واجباتها بس كانت تحاول تكون عطوفة علينا وعطوفة على أخوها وتضمّه وتبوسه إلى آخره.. تعرّفت على كتير شغلات الأم بالفترة اللي كانوا الولاد معها ضلوا معها حوالي أربع خمس أشهر قبل ما تتركهم كتير حاولت تعلمهن إنه يكرهوا بعض يعني تعتني بالبنت تدللها والولد تقوله روح جيبلي هالغرض من الدكانة بيروح بيجيب.. أنا بعمري.. عمري ما بعتت إبني يجيب أغراض عفكرة يعني كنت مدللهن كتير المهم تبعته مشان يجيب شغلة من الدكانة يجي يتخانقوا إنه ما هدا اللي طلبته ارجع جيب مرة تانية.. إلى آخره بها الطريقة هي مثل ما ربيت ببيت أهلها عم تحاول كانت إنها تعكس الشي على الأولاد يعني فإبني لهلأ عنده موقف من أخته بسبب هديك الفترة وأخته عم تحاول دايماً أنها تكسر حواجز بينها وبينه.. في شي بينحكى كمان. . المجتمع الإيطالي رغم الفساد بالمؤسسات بس إذا عم نحكي عن المجتمع.. عن أصدقاء ولادي.. عن أهل أصدقاء ولادي كتير ناس لطيفين بيحاولوا يساعدوا مثلاً في مشوار للمدرسة بيجوا بياخدوهم بالسيارة وبيرجعوهم بالسيارة بالويك إند ممكن بنتي تنام عند صديقتها بيحاولوا يساعدوا لأنه عارفيني انه أب عازب!

عبدالرحمن تكلّمنا أيضاً مع وائل عن أهمية متابعة الاستشارات النفسية للأطفال

وائل لحد الآن بعد خمس سنين بإيطاليا ما قدرت لاقي طبيبة نفسية مشان الأولاد في أطباء نفسيين بس الأولاد ما اتقبلوهن أبداً في لقينا طبيب بالنهاية لقينا طبيب وبلّش العلاج قام نقلوه لمكان تاني اتقبلوه الولاد وحبوه كتير.. نقلوه لمكان تاني كنت عم حاكيكي ياها عن فساد المؤسسات يعني للأسف حتى بالجسم الطبي بيفاجأوكي يعني الطبيبتين اللي شفناهن لحد الآن مفاجئين بعدم اكتراثهم بالأطفال بعدم قدرتهم على بناء جسور مع الأطفال.. الشيء اللي ساعدني أكتر شي هو الخدمات الاجتماعية فرزت يعني شخصين واحدة لبنتي وواحدة لإبني بيجوا لعندن يومين بالأسبوع أو تلات أيام بالأسبوع بيروحوا معهم مشاوير وبيدرّسوهن وكذا وإلى آخره.. هادول كانو يعني جزء من العلاج النفسي مع إنن هني منن متخصصين بالعلاج النفسي.. بس المؤسسات الإيطالية فيها كتير مشاكل فيها قلة احترام للناس أحياناً.. كان لازم واجه هالشيء خصوصاً وقت يشوفوكي إنك لاجئة.. يعني هني بيعتقدوا إنك إنتي مانك عارفة حقوقك أنا كنت دائماً أعترض.. الشيء الغلط دغري حط عليه إشارة أبعت إيميلات للمسؤولين إنه هون في غلط أنا مافيني كمّل مافيني كمّل مثلاً مع الموظفة بالخدمات الاجتماعية عم تتصرف بكذا وكذا وكذا غيّرولي إياها للموظفة تبع الخدمات الاجتماعية لأنها كانت عم بتسيء.. يعني نصيحة للاجئيين وين ما كان إنه يكونوا عارفين بحقوقهن لأنه كتير بيعتمدوا إنه أنت لاجئ جاي من دولة متخلفة فأنت مانك عارف بحقوقك.. وكتّر خيرنا إنه نحنا عم بنساعدك لا هدا حكي مو صحيح أنا عندي حقوق دستورية بما إنكم قبلتوا إني كون لاجئ مثلي مثل المواطن الإيطالي..

عبدالرحمن كيف كان تواصل أمهم وياهم خلال هالسنوات؟ وشنو هي الرواية المعتمدة في البيت حول وضعهم كعائلة من غير أم؟

وائل أول شيء الأم اتواصلت بعد سنة حاولت تتواصل بعد سنة.. اتواصلت معهم بشكل متقطع كل شهرين تلاتة.. هلأ بنتي من سنتين ما عم تقبل تحكي مع أمها.. هي.. ابني عم يحكي معها.. أنا ما بتدخل بهذا الموضوع أبداً أبداً أبداً يعني.. ولا بسأله حتى شو شو حكيتوا.. الرواية المعتمدة إنه الحرب أثّرت على نفسية أمكم.. كانت تربيتها قاسية وهي صغيرة في عندها حالة نفسية صعب إنها تنحل.. بس مع ذلك الطفل ما بيقدر يفهم ليش أمه تركته يعني بيخاف يكون هو مذنب بشيء غلطان بشي مشان هيك تركته.. فأهم شي كان عندي يتجاوزوا هذا الموضوع انه ما هنّي الغلطانين.. الغلط من أمهم يعني.. بشكل أكيد ومطلق وما في مجال للنقاش يعني.. منّا قادرة تعيش معي أوكيه هذا الشيء بيصير بس إنه ليش جبتي ولاد عالدنيا إذا إنتي بدك تتركيهن!؟ يعني وجود الأم أهم من وجود الأب.. الأب بيكون تأثيره حتى موجود.. بيكون تأثيره موجود حتى لو كان غايب! ممكن يغيب سنوات وهو عم يشتغل بمكان تاني بدولة تانية.. وتأثيره بيكون موجود كأب بس الأم يعني غيابها.. غياب كل شي حقيقة بيغيب كل شي يعني.. هي الحضن الأول والنهائي للأولاد هي اللي بتعطي التوازن النفسي.. بقدّر كتير التعب اللي بتتعبه الأم العازبة بس فعلاً لا يقارن بتعب الأب العازب نفسياً لأنه بيتلبّك وما بيعرف شو بدّه يعمل الأم.. بتحضتن الأولاد وهاي وظيفتها الأساسية.. الأب ما بيعرف شو بده يعمل.. يعني حقيقةً ما بعرف شو بدّي أعمل

عبدالرحمن خبرنا وائل عن الجهود اللي ديقدمها حتى ما يتشكّل عند الأطفال صورة مشوهة عن الحب والارتباط والعلاقات

وائل يعني دامياً بخبرهن إنه هاي حالتنا حالة استثنائية حالة أمهم حالة استثنائية.. مانها حالة معممة يعني.. و لسا ما صار الوقت لأعرف كيف علاقتهم مع الطرف الآخر بس يعني ابني من فترة فات بعلاقة حب ما كمّلها.. يعني مبارح خبّرني إنه ما كمّلها ما ما عرفت السبب ما مفهوم بالنسبة إلي.. هل هو عدم نضج المراهقين؟.. هل هو ما قدر إنه.. في عنده مشاكل بالعلاقة مع الطرف التاني؟ ما بعرف شو السبب.. بس أنا بتصوّر إنه بعد جهد كتير كبير الأولاد بشكل كبير متوازنين يعني بعلاقتهم مع الجنس الآخر.. والأيام تكشف يعني لسا بكّير.. لسا بكّير

عبدالرحمن سألنا وائل أيضاً عن كيف تصرّف لمن بنته إجتها الدورة الشهرية لأول مرة

وائل لحسن الحظ المرشدة الطبيّة كانت حاكية معها قبل بفترة من بلوغها قبل بسنة.. كانت محضرتها نفسياً.. وقت اليوم اللي بدت فيه أنا اتلبكت كتير.. ناديت شو في سيدات موجودات بمركز اللجوء وحاوطوها اعتنوا فيها.. اعطوها الأشياء اللازمة لحالتها  وفي المرشدة الاجتماعية كمان عم تعتني فيها.. بتعرفها كيف تعتني بحالها كبنت.. مرقت بسهولة حقيقةً يعني ما عندي مشكلة كتير كبيرة معها هالقصة يعني.. أنا بكيت يعني حقيقيةً بكيت يعني.. لأنه تصير هالقصة بدون ما يكون معها أنثى تعتني فيها يعني الشغلة كانت كتير كبيرة بالنسبة إلي

عبدالرحمن وعن تعامله وياهم حالياً وهم في سن المراهقة من ناحية اهتماماتهم وتشكُّل هوياتهم وآرائهم

وائل بنتي بتحب تصوّر الطبيعة اشتريلتها كاميرا بتحب تروح مشاوير مع رفقاتها.. بتقرأ بتحب تقرأ عم تكتب سيناريو فيلم فيلم رعب ههه يعني هي بتحب أفلام الرعب طبعاً عم شجعها وما بعرف شو بده يوصل بعدين شو ممكن يتطور معها الموضوع بس أهم شي بالنسبة إلي بالوقت الحالي إنهم يسووا الشيء اللي بيحبوه ليعبروا عن حالهم بالطرق الممكنة.. ابني عنده شلة رفقات لطيفين.. بيعزف جيتار بيضلّه عم يعزف جيتار طول الوقت ويتدرّب.. فهمته إنه هاي طريقة للتعبير والشي اللي عم يعمله شي مهم.. بيرسم رسمه كتير كتير كتير منيح أحسن من بيرسم أحسن من ما كنت برسم وقت كنت بعمره عنده مواقف سياسية يعني  صار في حملة مساندة لأوكرانيا فهو شارك.. طلب منهم إنه تكون الحملة كمان لسوريا ولفلسطين واشترى علم فلسطين و سوريا وشارك بالتجمع بالمدرسة هو حامل علم سوريا وفلسطين.. علم الثورة.. بدون ضغط مني بدون طلب مني يعني هو لقى هويته لحاله بهذا الاتجاه.. أنا ما عم قوله.. قيمياً ابني بيحمل أفكار كتير منيحة خصوصاً إنه هو لاجئ يعني مشان ما يصير عنده حالة بس إنه هو أقل من الإيطالي.. وبنتناقش بالسياسة وعنده رأيه الخاص.. يعني هويته عم تتشكل بهدوء وبشكل أنا كتير مرتاحله حقيقةً

عبدالرحمن كيف استطاع أن يحرّر بنته من شعور أنها مسؤولة عنه وعن أخوها كأم وراعية منزل لأنه هو يعرف أن هذا الشيء ممكن يسبب لها ضغط نفسي؟

وائل ببساطة يعني أنا ما عم أطلب منها أكتر من الشي اللي عم تعمله هي عم تعمل شغلات بشكل طبيعي إنه عم تهتم فينا إذا أخوها اتأخر برات البيت بتسأل عليه.. إذا كنت أنا مرضان تعتني فيي بس لا عم خليها تطبخ ولا تمسح ولا تجلي ولا .. لأنه هي بعمر لازم تلعب يعني.. لأ ما سمحتلها أبداً إنها تتحوّل لأم فعلية يعني إنه إيه تطلع مشاعر الأمومة بشكل طبيعي مشاعر الأنوثة بشكل طبيعي بس ما خليتها أبداً إنها تروح باتجاه إنها تتحوّل لأم فعلية يعني كان الموضوع مضبوط.. أبداً ما.. وعاشت حياتها بشكل بشكل لطيف يعني.. ما اتحملت من المسؤوليات غير الشي العاطفي اللي ممكن تطلعه بين فترة وفترة يعني

عبدالرحمن خبرنا وائل أيضاً عن تفكيره بالارتباط والزواج مرة ثانية

وائل والله أنا مأجّله يعني أحياناً بحس حالي ماني جاهز عاطفياً لإني أرتبط.. أحياناً ما بيكون في فرصة يعني.. ما في سيّدة موجودة.. هلأ مستقر نفسياً بدون إمرأة يعني حالياً مستقر نفسياً بدون إمرأة.. طبعاً بتمنى يكون عندي بيت.. و عائلة مستقرة شريكة حياة، بس هذا الشيء مانه متاح.. عاطفتي عم تطلع تجاه ولادي هلأ حالياً .. وهني ماني حاسس بحاجة لإمرأة خصوصاً إنه الأولاد كبروا.. يعني هلأ عبئهم خف كتير عن قبل وقت كانوا صغار

عبدالرحمن ومن تجربته حب وائل يشاركنا ملاحظاته عن وضع الأب والأم العازبة في مجتمعاتنا.. وشنو هي الإجراءات اللي ممكن يتخذوها حتى يتمكنوا من تربية أطفالهم ببيئة نفسية صحية قدر الإمكان.. بدون أحكام أو ضغوطات أو تحميلهم ذنب خيارات الشركاء وفرض صورة نمطية لقراراتهم وفي حال رغبوا بالانفصال أو الابتعاد عن الشريك

وائل يعني الأب لازم محتاج مساعدة من المجتمع لا شك إنه الأطفال بيكونوا محتاجين للعاطفة.. والمجتمع الإيطالي كتير ساعدني بهذا الشيء يعني.. الأولاد اتلقوا عاطفة اجتماعية كتير كبيرة بالمدرسة.. بأهالي رفقاتهن.. من أصدقائي.. هذا الشيء مفتقد ببلادنا قبل الحرب قبل الثورة قبل الحرب كان مفتقد ومع الحرب والثورة.. والحرب الطويلة والإفقار الشديد ما عادت الناس قادرة تعتني ببعضها أبداً يعني تطلّع عواطفها.. أنا بقدّر هالشي.. شي مش بإيدهم.. بس يعني مش سهل أنا لو كنت بسوريا كان كتير الوضع وضع أصعب بعشرات المرات لو كنت بسوريا وأنا عم اعتني بالأطفال مافي مطرح أتركهم فيه.. ما رح لاقي مستند من الجيران أو الأصدقاء بالمدرسة قصدي أهالي الأصدقاء بالمدرسة ولا ولا من المدرسة ولا من حتى المحلّلة النفسية اللي رحت لعندها.. يعني.. بتمنّى إنه تزداد الثقافة حول وجود أم عازبة وأب عازب ببلادنا مش بس الأب العازب الأم العازبة كمان عم تواجه نفس المشاكل يعني..

عبدالرحمن شكراً لوائل وشكراً لكم متابعينا على حسن استماعكم.. وشكراً أيضاً لزميلتي مها فطوم على الإعداد وإتاحة الفرصة لي في تقديم هذه الحلقة! انتظرونا في الأسبوع القادم بحلقة جديدة وبإمكانكم الاستماع للحلقات السابقة عبر زيارة قسم البودكاست في موقعنا أخبار الآن دوت نت أو من خلال تطبيقات البودكاست المختلفة مثل جوجل بودكاست، آبل بودكاست، سبوتيفاي، ديزر و أنغامي وإذا شفت الحلقة على يوتيوب.. بصندوق الوصف موجودة اللينكات المطلوبة للاستماع وخلولنا لايك وشير واشتراك وفعلوا زر الجرس لتوصلكم حلقاتنا أول بأول.. كنت معكم أنا عبد الرحمن أكرم في تقديم هذه الحلقة.. تقبلوا تحيّاتي إلى اللقاء


قائمة الحلقات

  • كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟
    مها فطوم

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟ عمار نفاع مضيف طيران سابق بخبرة تزيد عن 11 سنة، يشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا شغل" تفاصيل ومعلومات عن عالم مهنة مضيف الطيران وبعض أسرارها ...

  • القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها
    مها فطوم

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها الريم الهناوي شابة إماراتية عمرها 23 سنة، توجهت للعمل كباريستا في واحدة من أشهر الكافيهات بالعالم بعد أن قررت عدم متابعة دراستها الجامعية. تشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن ...

  • معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى
    مها فطوم

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى الشيخ أحمد عودة والشيخ حسين سليمان سوريان مقيمان في لبنان، بالإضافة لعملهم الأساسي في التعليم الديني يقدمون خدمة تغسيل الموتى منذ سنوات طويلة ، شاركونا في بودكاست صارت معي ...

  • لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟
    مها فطوم

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟ ليلاس مكي متخصصة في الموارد البشرية وعلى منصات التواصل الإجتماعي كريمة جداً في نصائحها للباحثين عن عمل والراغبين بتطوير أنفسهم مهنياً، شاركتنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا ...

  • تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي
    مها فطوم

    تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي

    "خفايا شغل" سلسلة حلقات في بودكاست صارت معي نستضيف فيها أشخاص من مهن وخدمات مختلفة ليخبرونا أسراراً لا نعرفها كأشخاص خارج مجالهم وكواليس تحصل أثناء ممارسة المهنة بالإضافة إلى مواقف طريفة وغريبة حصلت معهم. إعداد ...

  • كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟
    مها فطوم

    كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟

    غالية تركي صبية سورية فلسطينية مواليد 1991 مقيمة في الإمارات منذ عامين وتعمل في مجال إدارة المشاريع التسويقية والخدمات الإلكترونية، تشاركنا في بودكاست صارت معي تفاصيل تجربة قاسية وصلت فيها للموت بسبب التنمر وعدم تقبل ...