إياد أغ غالي يخوض معارك وحشية مرتقبة في مالي

  • ظهّر إياد أغ غالي مع عدد من أعيان الطوارق وهم يبايعونه في منطقة ميناكا
  • تحركات إياد أغ غالي تكشف الوضع الأمني في شمال شرق مالي
  • الأمم المتحدة تحذر من القتال بين القاعدة وداعش في مالي

بهدفِ تجنيدِ مقاتلين جدد، تواجد إياد أغ غالي زعيم تنظيم القاعدة فرع مالي، في منطقة ميناكا، حيث بثت مقاطع وصور ليليلة من الأحد إلى الاثنين لتظهره.

وكانت أخر مرة قد ظهر خلالها إياد أغ غالي، في مأدبة فخمة للاحتفال بالإفراج عن مئات المقاتلين الإرهابيين، ممن أطلق سراحهم في مالي مقابل عدة رهائن بمن فيهم الشخصية السياسية المالية سوميلا سيسي. وكان ذلك في شهر أكتوبر من العام 2020.

لكن في هذه المرة ظهّر إياد أغ غالي مع عدد من أعيان الطوارق وهم يبايعونه في منطقة ميناكا، فيما أشارت مصادر أمنية محلية إلى عقده اجتماع بالقرب من الحدود مع النيجر، حيث يختبئ إياد أغ غالي عادة.

وإلى ذلك لفتت مصادر محلية إلى وجود إياد أغ غالي في منطقة ميناكا في عدة مناسبات خلال الأسابيع الماضية، حتى أن بعض المصادر أكدت أنه من المقرر أن يقود معارك جديدة.

وفي هذا الصدد، تكشف هذه التحركات عن الوضع الأمني في هذا الجزء من شمال شرق مالي، الذي كان متنازعًا عليه منذ ما يقرب من عام، بين عناصر إياد أغ غالي المرتبط بالقاعدة، وفرع الساحل من تنظيم داعش الإرهابي.

معارك وحشية للقاعدة في مالي

ومنذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قبل 6 أشهر، وحتى الآن لم يكشف التنظيم عن اسم زعيمه الجديد، في الوقت الذي نشرت فيه مؤسسة الزلاقة الجناح الدعائي لجماعة ما يُسمى “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة للتنظيم، إصداراً يحتوي على صور لعدد من قبائل الأزواغ في منطقة ميناكا بمالي، وهم يبايعون الجماعة.

استعدادًا معارك خطيرة.. زعيم القاعدة بمالي إياد أغ غالي يظهر وهو يُجند مقاتلين جدد

وإلى ذلك يُحاول أن يُثبت وجوده عبر هجمات إرهابية تستهدف المدنيين، حيث أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن هجومين أسفرا عن مقتل خمسة أشخاص بالقرب من باماكو قبل أسبوعين، وفقاً لموقع “سايت” الذي يرصد المجموعات الإرهابية والذي تحقق من بيان للمجموعة اطّلعت عليه وكالة فرانس برس.

وقالت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، التحالف الإرهابي الرئيسي في منطقة الساحل والمرتبطة بالقاعدة، في بيان إنها تعلن مسؤوليتها عن الهجومين المتزامنين اللذين استهدفا مركز إطفاء ووحدة لحماية البيئة والغابة بالقرب من العاصمة المالية باماكو.

واستهدف الهجومان بلدتي ماركاكونغو وكاسيلا الواقعتين على الطريق بين باماكو وسيغو، في جنوب شرق مالي، وهي منطقة تندر فيها الهجمات.

تحذير أممي

وفي السادس عشر من يناير الجاري، قال أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة، إن تنظيمي القاعدة وداعش يتسببان في حالة من انعدام الأمن في وسط مالي، ويواصلان الاشتباكات بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان في منطقتي غاو وميناكا شمالي البلاد.

وأضاف غوتيرش في التقرير أن “مستوى وتواتر حوادث العنف ما يزال مرتفعا بشكل استثنائي”، حيث شكلت الهجمات التي تشنها “الجماعات المتطرفة العنيفة” ضد المدنيين غالبية انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة.

استعدادًا معارك خطيرة.. زعيم القاعدة بمالي إياد أغ غالي يظهر وهو يُجند مقاتلين جدد

وأوضح قائلا: “ما تزال الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية على المدنيين، ومعارك النفوذ بينها، والأنشطة العنيفة التي تقوم بها الميليشيات المحلية، حقيقة يومية مروعة، مثلها مثل الهجمات ضد قوات الدفاع والأمن المالية، وضد مينوسما، قوة الأمم المتحدة للسلام في مالي”.

وجاء في تقرير غوتيرش إلى مجلس الأمن أن “العمليات العسكرية لمحاربة الجماعات المتطرفة ستظل عنصرا حاسما لاستعادة الأمن”، وأن المتطرفين في وسط مالي يستغلون النزاعات بين الجماعات لتوسيع نفوذهم وتجنيد عناصر جديدة.

وفي منطقتي غاو وميناكا الشمالية، قال غوتيريش إن مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى يواصلان القتال، ما تسبب في سقوط ضحايا بين المدنيين وفرار آلاف المدنيين جراء العنف.

بداية جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”؟

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وصفت نفسها بأنّها الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في مالي، وتشكلت في عام 2017، وذلك بعدما اتحد كل من فرع إمارة الصحراء التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة المرابطين، وجماعة أنصار الدين، وجبهة تحرير ماسينا، لتشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.

ويمتد نفوذ الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، إلى مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وهي مسؤولة عن العديد من الهجمات وعمليات الاختطاف.

وصنّفت الخارجية الأمريكية الجماعة في سبتمبر من العام 2018 بأنّها كيان إرهابي عالمي، وحظرت جميع ممتلكاتها.